وقول الآخر :
[٤٣٩] * إليك حتى بلغت إيّاكا*
وقول الآخر :
[٤٤٠] كأنّا يوم قرّى إنّما نقتل إيّانا
______________________________________________________
البيت ضمير رفع منفصل وفي البيت المستشهد به ضمير نصب منفصل ، والجهة الثانية أنه قد فصل بين الضمير وعامله في البيت المنسوب إلى طرفة واتصل الضمير بعامله من البيت المستشهد به ، وهذا مما يزيد في قبح الضرورة ، فاعرف ذلك.
[٤٣٩] هذا بيت من الرجز المشطور ، وقبله قوله :
* أتتك عنس تقطع الأراكا*
والبيت من شواهد سيبويه (١ / ٣٨٣) ونسبه الأعلم إلى حميد الأرقط ، ومن شواهد ابن يعيش في شرح المفصّل (ص ٤٢٤) وتعرض البغدادي لشرحه أثناء شرح الشاهد ٣٨٥ من شواهد الكافية ، وهو الشاهد الآتي ، وممن استشهد به ابن جني في الخصائص (١ / ٣٠٧ و ٢ / ١٩٤) والعنس ـ بفتح فسكون ـ الناقة الشديدة القوية على السير ، وقوله : «تقطع الأراك» أراد تقطع الأرضين التي هي منابت الأراك ، والأراك ـ بوزن السحاب ـ العود الذي يستاك به. ومحل الاستشهاد بالبيت قوله : «بلغت إياك» حيث جاء بالضمير المنفصل في المكان الذي يكون فيه الضمير المتصل ، وكان من حق العربية عليه أن يقول «حتى بلغتك» وكان الزجاج يذهب إلى أن «إياك» في هذا البيت ليس مفعولا لبلغت ، ولكنه توكيد لضمير متصل محذوف يقع مفعولا لبلغت ، وأصل الكلام على هذا «بلغتك إياك» وهو تخلص من ضرورة بالوقوع في ضرورة أخرى ؛ لأن حذف المؤكد وبقاء التوكيد مما لا يجوز ؛ لأنه يفوت الغرض الذي سيق إليه الكلام.
[٤٤٠] قد اختلف العلماء في نسبة هذا البيت ، فنسبه سيبويه (١ / ٣٨٣) إلى بعض اللصوص ولم يعين اسمه ، ورواه في (١ / ٢٧١) وقال قبل إنشاده «وحدثني أبو الخطاب أنه سمع من يوثق بعربيته من العرب ينشد هذا البيت» ونسبه ابن جني في الخصائص (٢ / ١٩٤) لأبي بجيلة ، ونسبه ابن الشجري في أماليه (١ / ٣٢ ط مصر) إلى ذي الإصبع العدواني ، والبيت بعد ذلك من شواهد رضي الدين في باب الضمير من شرح الكافية ، وشرحه البغدادي في خزانة الأدب (٢ / ٤٠٦) والزمخشري في المفصل ونسبه ـ كما في كتاب سيبويه ـ إلى بعض اللصوص ، وابن يعيش في شرحه (ص ٤٢٣) ونسبه إلى ذي الإصبع العدواني ، وقرّى ـ بضم القاف وتشديد الراء مفتوحة ـ موضع في بلاد بني الحارث بن كعب ، وقوله : «نقتل إيانا» شبه فيه أعداءهم الذين أوقعوا فيهم القتل بأنفسهم في السيادة والحسن ، يدلك على هذا قوله بعد بيت الشاهد :
قتلنا منهم كل |
|
فتى أبيض حسانا |
يرى يرفل في بردي |
|
ن من أبراد نجرانا |
ومحل الاستشهاد من هذا البيت قوله : «نقتل إيانا» وقد أراد المؤلف بإيراد هذا الشاهد هنا أن يقول : إنه وضع الضمير المنفصل المنصوب في موضع الضمير المتصل المنصوب ،