.................................................................................................
______________________________________________________
الشواذ : هو مني مقعد القابلة ومعقد الإزار ، ومناط الثريا ونحو ذلك ؛ لأن العامل ليس أصلا للفعل ولا شريكا له في الرجوع إلى أصل واحد (١) ، وأما الأول والثاني والثالث فظرفيتها غير مقيدة بعامل دون عامل ، فيقال : سرت ميلا وعدوت فرسخا وسرت بريدا وجلست يمين الكعبة وأمام زيد وعند خالد ومع محمد وتلقاء بشر ونحو ذلك ، ومن العلماء من حكم باطراد ما دل على بعد أو قرب من نحو : هو مني بمنزلة الشغاف (٢) ، ونحو قول الشاعر (٣) : ـ
١٥٧٣ ـ وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها (٤) |
على تقدير مكان موصوف مثل مضاف إلى شغاف ومناط ، ثم فعل ما فعل بضربته ضرب الأمير اللص من حذف الموصوف وصفته وإقامة الثالث مقامها ، وهذا تقدير لائق ولكن القياس على نوعه لا يتجه لقلة نظائره ومغايرة لفظ باقية للفظ محذوفة بخلاف ضربته ضرب الأمير اللص ؛ فإن نظائره كثيرة ولفظ باقية مماثل للفظ محذوفة ، ولكون هذا النوع مقصورا على السماع ، قال سيبويه : وليس يجوز هذا في كل شيء ، لو قلت : هو مني مجلسك ومتّكأ زيد ومربط الفرس لم يجز (٥)
__________________
(١) ينظر : شرح الألفية لابن الناظم (ص ١٠٨) ، وشرح الألفية للمرادي (٢ / ٩٢) ، وشرح الكافية للرضي (١ / ١٨٥) ، واللباب في علل البناء والإعراب للعكبري (ص ٢١٧) ، والمثالان الأولان وهما قوله : هو منّي مقعد القابلة ومعقد الإزار كناية عن القرب ، والمثال الثالث وهو قوله : هو مني مناط الثريا كناية عن البعد.
(٢) في علل البناء والإعراب للعكبري (ص ٢١٧): «فأما قولهم : هو منّي مناط الثريا ، مزجر الكلب ، إذا أرادوا البعد ، ومقعد القابلة ومعقد الإزار إذا أرادوا القرب ففيه وجهان :
أحدهما : أن الأصل فيها أن تستعمل بفي ، لكنهم حذفوها تخفيفا كما قالوا : أمرتك الخير.
والثاني : أن هذه الأمكنة لما أريد بها المبالغة ولم يقصد بها أمكنة محدودة صارت كالأمكنة المبهمة» اه.
والشغاف هو غلاف القلب.
(٣) هو الأحوص كما في الكتاب ، أو عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كما في الأمالي الشجرية.
(٤) البيت من الطويل وهو في : الكتاب (١ / ٤١٣) ، وشرح أبياته للسيرافي (١ / ٣٠٦) ، والمقتضب (٤ / ٣٤٣) ، وأمالي الشجري (٢ / ٢٥٤) ، والغرة لابن الدهان (٢ / ٥٨) ، وكشف المشكل لحيدرة اليمني (ص ٣١٠) ، وشرح التسهيل للمصنف ، وشرح التسهيل للمرادي ، والتذييل (٣ / ٣٩٣) ، والأزمنة والأمكنة (١ / ٣٠٧) ، والظروف المفردة والمركبة (ص ٩٢).
والشاهد فيه : نصب «مناط الثريا» على الظرف.
(٥) الكتاب (١ / ٤١٤).