[الصالح للظرفية المكانية من أسماء الأمكنة]
قال ابن مالك : (الصّالح للظّرفيّة القياسيّة من أسماء الأمكنة ما دلّ على مقدّر أو مسمّى إضافي محض أو جار باطّراد مجرى ما هو كذلك ، فإن جيء بغير ذلك لظرفيّة لازمة غالبا لفظ «في» أو ما في معناها ، ما لم يكن كمقعد في الاشتقاق من اسم الواقع فيه ، فيلحق بالظروف ، قياسا إن عمل فيه أصله أو مشارك في الفرعيّة ، وسماعا إن دلّ على قرب أو بعد نحو : هو منّي منزلة الشّغاف ومناط الثّريّا).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : قد تقدم الإعلام بأن المسمى ظرفا في النحو هو ما استغنى فيه بمعنى «في» عن لفظها استغناء مطردا من اسم زمان أو مكان ، وأن ذلك واقع في أسماء الزمان كلها مختصها ومبهمها ، فلما استوفيت الكلام على أسماء الأزمنة أخذت في أسماء الأمكنة ، وبيان ما يصلح فيها للظرفية القياسية وما لا يصلح ، فبيّنت أن الصالح لها أربعة أنواع :
أحدها : ما دل على مقدار كميل وفرسخ وبريد (٢).
والثاني : ما دل على مسمى إضافي محض أي على مسمى لا يعرف حقيقة بنفسه بل بما يضاف إليه كمكان وناحية وأمام ووراء ووجهة وجهة وكجنابتي في قول العرب : هما خطان جنابتي أنفها ، يعنون : خطين اكتنفا أنف الظبية (٣) ، وكجنبي في قول الشاعر : ـ
١٥٧٠ ـ نحن الفوارس يوم الحنو ضاحية |
|
جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل (٤) |
__________________
(١) شرح التسهيل لابن مالك (٢ / ٢٢٥).
(٢) البريد فرسخان ، والفرسخ ثلاثة أميال ، والميل أربعة آلاف ذراع.
ينظر : اللسان مادة «برد».
(٣) ينظر : الكتاب (١ / ٤٠٥).
(٤) البيت من البسيط وهو للأعشى ، وهو في : الكتاب (١ / ٤٠٦) ، وشرح أبياته للسيرافي (١ / ١٤٩) ، والاشتقاق (ص ٣٤) ، والغرة المخفية (ص ٧١٢) ، والتذييل (٣ / ٣٨٢) ، والهمع (١ / ١٩٩) ، والدرر (١ / ١٦٨) ، وديوان الأعشى (ص ٦٣) برواية (يوم العين) مكان (يوم الحنو) واللسان مادة «حنا» ، والأزمنة والأمكنة (١ / ٣٠٧) ، ومعجم البلدان (فطيمة).
اللغة : يوم الحنو : يوم من أيام العرب. فطيمة : موضع بالبحرين. ضاحية : بمعنى علانية. الميل : جمع