.................................................................................................
______________________________________________________
تخفيفا لكثرة الاستعمال ، فوقع الفعل عليه ونصبه كما يتفق لغيره ، ثم قال : ولا يجوز الحكم على «دخل» بأنه متعدّ بنفسه إلى المكان المختص ؛ لأنه لو تعدى بنفسه إلى المكان على أنه مفعول به لتعدى بنفسه إلى غير المكان ، ولم يحتج معه إلى حرف الجر في [٢ / ٤٠٠] نحو قولهم : دخلت في الأمر (١). انتهى.
وأفهم كلامه أن من الناس من يقول : إنه متعد بنفسه ، وذكر ابن عصفور أن ذلك هو مذهب الأخفش (٢) ، ثم رد هذا المذهب بأمور :
١ ـ منها : أن دخل نقيض خرج ، وخرج غير متعد ، قال : والنقيض يجري كثيرا مجرى ما يناقضه.
٢ ـ ومنها : أن نظير «دخل» عبر وهو غير متعد ، قال : والنظير يجري كثيرا مجرى نظيره.
٣ ـ ومنها : أن مصدره الدخول ، والفعول في الغالب مصدر ما لا يتعدى.
٤ ـ ومنها : أنك إذا قلت : دخلت البيت كان البيت محلّا للدخول والداخل ، وهذا شأن الظرف أن يكون محلّا لهما ، ولو كان مفعولا به لكان محلّا للفعل خاصة ؛ كضربت زيدا ، قال : وهذا الدليل قاطع بفساد مذهب الأخفش.
٥ ـ ومنها : أنهم يقولون : دخلت في الأمر ؛ فلا يصل إلى الأمور المعنوية إلا بفي ، ثم قال : فلأي شيء لم يقولوا : أدخلت الأمر ، كما قالوا : دخلت الدار؟
وأجاب بأن دخلت في الأمر مجاز ؛ لأن الدخول إنما يتصور حقيقة في الأجسام ، وحذف حرف الجر مجازا ، فكرهوا التجوز بعد التجوز (٣) انتهى.
وقد ثبت أن المذاهب في دخل من نحو : دخلت البيت ثلاثة :
١ ـ النصب على الظرف تشبيها للمكان المختص بغير المختص (٤). ـ
__________________
(١) شرح الكافية الشافية لابن مالك (٢ / ٦٨٣ ، ٦٨٤) تحقيق د / عبد المنعم هريدي.
(٢) ينظر : شرح الصفار للكتاب. حيث ذكر هذا المذهب للأخفش ، وشرح الألفية للمرادي (٢ / ٩١).
(٣) شرح الجمل لابن عصفور (١ / ٣٢٨ ، ٣٢٩) طبعة العراق.
(٤) هذا هو مذهب سيبويه والمحققين. يقول سيبويه : «قال بعضهم : ذهبت الشام يشبهه بالمبهم إذا كان مكانا يقع عليه المكان والمذهب ، وهذا شاذ ؛ لأنه ليس في ذهب دليل على الشام ، وفيه دليل على المذهب والمكان ، ومثل ذهبت الشام : دخلت البيت». اه. الكتاب (١ / ٣٥) ، وينظر : التذييل (٣ / ٢٧٥) ،