.................................................................................................
______________________________________________________
يكون متكلما في فن بعبارة أهل فن آخر ، فإن ذلك من أكبر عيوب المصنفين والمقررين ، فرحمهالله تعالى.
الثالث :
قد عرفت أن المفعول له إنما ينتصب بثلاثة شروط وهي : أن يكون مصدرا ، وأن يكون ذلك المصدر مشاركا للفعل المعلل في الوقت والفاعل ، أي : أن يكون فاعلهما واحدا (١).
قال ابن الحاجب : وإنما اشترط ذلك يعني هذه الثلاثة ؛ ليقوى معنى التعليل ؛ فيصح حذف الحرف الدال عليه ، قال : فوزانه وزان الظرف ، باعتبار حذف «في» فشرطه أن يكون اسما ظاهرا ؛ ليقوى أمر المستظرفية (٢) ، فيصح حذف «في».
قال : ووجه قوة التعليل عند الشرائط أنها الغالب في التعليلات ، فكان لها تنبيه على التعليل ، فيصح حذف الحرف لما فيها من القوة ، ولهذا إذا فات شرط منها ضعفت دلالة التعليل ، واحتيج إلى حرفه ، كما إذا غير اسم الزمان الظاهر بمضمر ، أو إشارة وجب الإتيان بحرف الظرف (٣). انتهى.
ثم اعلم أن في اشتراط كل من الثلاثة خلافا :
فأما اتحاد الفاعل : فقد ذكر المصنف الخلاف فيه ، وعلمت ما ذكره عن ابن خروف أنه لم ينص على ذلك أحد من المتقدمين ، وقال ابن طاهر : قول سيبويه يشعر بذلك (٤).
وأما المشاركة في الوقت : فقد ذكر الشيخ أن القائل باشتراط ذلك هو الأعلم وناس من المتأخرين ، وأن سيبويه لم يشترطه ولا أحد من المتقدمين (٥).
وأما المصدر : فإنه كالمجمع على اشتراطه ، ولم يخالف في ذلك إلا يونس (٦) ـ
__________________
(١) ينظر : المطالع السعيدة (ص ٣٠٥) ، والتوطئة (ص ٣٦٢).
(٢) في (ب): (الظرفية).
(٣) شرح ابن الحاجب على المفصل المسمى بالإيضاح (١ / ٣٢٦).
(٤) ينظر : الهمع (١ / ١٩٤) ، وحاشية الصبان (٢ / ١٢٣) ففيهما إشارة إلى هذا الرأي.
(٥) التذييل (٣ / ٢٦٤) ، وينظر رأي الأعلم أيضا في الهمع (١ / ١٩٤) ، والتصريح (١ / ٣٣٥) ، والمطالع السعيدة (ص ٣٠٥).
(٦) ينظر : الكتاب (١ / ٣٨٩) ، والهمع (١ / ١٩٤) ، وأوضح المسالك (١ / ١٧٣) ، والأشموني (٢ / ١٢٢).