.................................................................................................
______________________________________________________
وهذا غير صحيح ، بل هو جائز ؛ لأنه لا مانع يمنع منه ، ولا أعرف له سلفا في هذا القول (١) ، قلت : ويمكن أن يكون «القسط» من قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ)(٢) مفعولا له ؛ لأنه مستوف للشروط ، والجر في هذا الباب إما باللام وهو الكثير ، وإما بمن كقوله تعالى : (خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ)(٣) وأما بالباء كقوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا)(٤) وبفي كقوله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ امرأة دخلت النار في هرّة» (٥) أي من أجل هرة. انتهى كلام المصنف (٦).
ثم في الباب مباحث :
الأول :
الحد الذي ذكره المصنف فيه مناقشة وهي : إدخاله ما هو من شروط المحدود في الحد ، ولا شك أن الشروط والقيود المتعلقة بالمحدود خارجة عن ماهيته ، ولا شك أن مشاركة المفعول له لما هو معلول به في الوقت والفاعل شرط ، وكذا كون الحدث المعلل قد يكون مقدرا ، وكون الفاعل قد يكون واحدا تقديرا ، وقوله في الشرح : المفعول له ما دل على مراد الفاعل من الفعل أحسن وأحصر مما ذكره في المتن ، والحد المعتبر ما ذكره ابن الحاجب من أن المفعول له : ما فعل لأجله فعل مذكور ، واحترز بقوله : فعل مذكور من مثل : يعجبني التأديب ، وكرهت التأديب ، فهو وإن كان علة لفعل ، فليس علة لفعل مذكور (٧). ـ
__________________
(١) المقدمة الجزولية (ص ٦٧٣) ، وينظر : الارتشاف (ص ٥٥٣) ، والتصريح (١ / ٣٣٦) ، والهمع (١ / ١٩٥) ، وشرح الألفية للمرادي (٢ / ٨٨) ، وابن عقيل (١ / ١٩٥).
(٢) سورة الأنبياء : ٤٧.
(٣) سورة الحشر : ٢١.
(٤) سورة النساء : ١٦٠.
(٥) حديث شريف أخرجه البخاري في كتاب : بدء خلق الإنسان (٤ / ١٣٠) ، ومسلم في كتاب :
التوبة (ص ٢١١) ، وابن حنبل (٢ / ٢٦١ ، ٢٦٩ ، ٤٥٧ ، ٤٦٧ ، ٥٠١) ، وابن ماجه في كتاب :
الزهد (ص ١٤٢١).
ونص الحديث كما في البخاري : «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض».
(٦) شرح التسهيل للمصنف (٢ / ١٩٩).
(٧) شرح كافية ابن الحاجب للرضي (١ / ١٩١) ، وشرح ابن الحاجب على كافيته (١ / ٢٨٢).