.................................................................................................
______________________________________________________
معاداة ، قال : ومن هذا القبيل تعدي الفعل إلى الضمير العائد على المصدر المفهوم منه نحو قولك : ظننته زيدا قائما ، تريد ظننت ظنّا زيدا قائما ، وإن كان له فعل من لفظه نحو : حلفة من قول امرئ القيس :
١٤١٨ ـ وآلت حلفة لم تحلّل (١)
ففيه خلاف : منهم من ذهب إلى أنه منصوب بالفعل الظاهر ، وهو رأي المبرد والسيرافي ، قال ابن عصفور : وإلى هذا المذهب عندي ذهب سيبويه بدليل جعله القهقرى من رجع زيد القهقرى منصوبا برجع لما كان ضربا من المرجوع وإن لم يكن من لفظ رجع ، وذهب الفارسي وابن جني إلى أنه منصوب بفعل مضمر من لفظه (٢) ، وقد نص ابن جني في الخاطريات (٣) له على امتناع انتصاب جلوس بقعد من قولك : قعد زيد جلوسا ، وذكر ابن عصفور استدلاله على ذلك ، واستدلال الفارسي أيضا ، ثم أبطله ، ثم قال : وقد نسب جماعة هذا المذهب إلى سيبويه ، قالوا : ولذلك جعل المصادر التي هي «دأب بكار» من قول القائل :
١٤١٩ ـ إذا رأتني سقطت أبصارها |
|
دأب بكار شايحت بكارها (٤) |
و «طي المحمل» من قول أبي كبير الهذلي :
١٤٢٠ ـ ما إن يمسّ الأرض إلّا منكب |
|
منه وحرف السّاق طيّ المحمل (٥) |
__________________
اللغة : الدريس : الثوب الخلق. المردم : الملازم. وعديت : صرفت عنهم.
والشاهد فيه : نصب «شيئا» بعاديت ؛ لأنه واقع موقع معاداة.
(١) تقدم ذكره.
(٢) ينظر : التذييل (٣ / ١٨٢ ، ١٨٣) ، والارتشاف (ص ٥٣٥ ، ٥٣٦) ، والهمع (١ / ١٨٧) ، والخصائص (٢ / ٣٠٩).
(٣) هو كتاب لابن جني لم أتمكن من العثور عليه ، وأغلب الظن أنه مفقود.
(٤) رجز لقائل مجهول وهو في : الكتاب (١ / ٣٥٧) ، والمقتضب (٣ / ٢٠٤) ، والتذييل (٣ / ١٩٦ ، ٢٦٤) ، وشرح السيرافي (٣ / ١٤٣ ، ١٤٤).
اللغة : سقطت أبصارها : خشعت. الدأب : العادة. البكار : جمع بكر وبكرة وهو الفتي من الإبل.
شايحت : أي جدت ومضت.
والشاهد فيه : أن «دأب بكار» منصوب بإضمار فعل على الحال وعلى المصدر لعدم وجود فعل من لفظه. ذكر ذلك سيبويه.
(٥) البيت من بحر الكامل وهو في : الكتاب (١ / ٣٥٩) ، والمقتضب (٣ / ٢٠٤ ، ٢٣٢) ،