.................................................................................................
______________________________________________________
ما يستدل به على تعليق النظر الذي بمعنى البصر ، قوله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)(١) لأنه عدي بإلى ، ولا يعدى إلا ما كان بمعنى الإبصار (٢) ، وقصد الشيخ تخريج ما استدل به المصنف على التعليق ، فقال في قوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)(٣) يحتمل أن يكون «أيكم» موصولة لا استفهامية ويكون مفعولا ، والباء زائدة ، وصدر الجملة محذوف ، التقدير : فستبصر وتبصرون الذي هو المفتون منكم (٤) انتهى.
ولا يخفى بعد هذا التخريج (٥) ثم قال : وقد جاء تعليق «تبصر» بمعنى انظر وتأمل قال الشاعر :
١١٥١ ـ تبصّر خليليّ هل ترى من ظعائن |
|
سوالك نقبا بين حزمي شعبعب (٦) |
[٢ / ١٩٩] قال : والأظهر أنها هنا من الإبصار بالعين (٧) ، وقال : في قوله ـ
__________________
(١) سورة الغاشية : ١٧.
(٢) في المفردات في غريب القرآن (ص ٤٩٧) كتاب النون ، يقول الراغب الأصفهاني : «ويقال :نظرت إلى كذا إذا مددت طرفك إليه ، رأيته أو لم تره ، ونظرت فيه إذا رأيته وتدبرته قال : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ.) اه.
وفي اللسان (نظر) وتقول : نظرت إلى كذا وكذا من نظر العين ونظر القلب. اه.
(٣) سورة القلم : ٥ ، ٦.
(٤) التذييل (٢ / ١٠٢١).
(٥) هذا الرأي الذي خرج به أبو حيان الآية وهو كون الباء في قوله : (بأيكم) زائدة (وأيكم) موصولة لا استفهامية ، هو أحد الوجوه التي ذكرها النحاة والمفسرون فيها وقد ضعف هذا الوجه ، يقول الشيخ سليمان الجمل في حاشيته على الجلالين (٤ / ٤٢٣) : قوله : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) فيه أربعة أوجه :
أحدها : أن الباء مزيدة في المبتدأ والتقدير : أيكم المفتون ، فزيدت الباء كزيادتها في نحو : بحسبك زيد ، وإلى هذا ذهب قتادة وأبو عبيدة ، إلا أنه ضعيف من حيث أن الباء لا تزاد في المبتدأ إلا في بحسبك فقط.
الثاني : أن الباء بمعنى في ظرفية.
والثالث : أنه على حذف مضاف أي بأيكم فتن المفتون وإليه ذهب الأخفش وتكون الباء سببية.
والرابع : أن المفتون مصدر جاء على مفعول كالمعقول. اه.
وينظر : معاني الفراء (٣ / ١٧٣) ، وو إملاء ما من به الرحمن (٢ / ٢٦٦).
(٦) البيت من الطويل وهو في التذييل (٢ / ١٠٢١) ، والعيني (٤ / ٣٦٨) ، والأشموني (٣ / ٢٧٤) ، وديوانه (ص ٤٣).
اللغة : ظغائن : النساء في الهوادج. النقب : الطريق في الجبل. الحزم : ما غلظ من الأرض. شعبعب : اسم ماء.
والشاهد قوله : (تبصر خليلي هل ترى) حيث علق (تبصر) التي بمعنى انظر وتأمل بأداة الاستفهام «هل».
(٧) التذييل (٢ / ١٠٢١ ـ ١٠٢٢).