.................................................................................................
______________________________________________________
كثير (١) ، وأبو عمرو وحمزة والكسائي (٢). انتهى كلام المصنف (٣).
وقد ظهر لك أن الضابط الذي ذكره سالم من النقض الوارد على ضابط غيره ، ولقد أحسن في استنتاج لزوم الكسر ولزوم الفتح وجواز الوجهين عن الضابط المذكور ، وذكره ذلك إنما هو على سبيل التبرع لقصد الإرشاد وتسهيل الأمر على الطالبين ، وقد كان يكفيه الاقتصار على ما ذكره من القانون المفيد لقاعدة الباب.
وبعد ، فالمواضع التي ذكر أنه يلزم فيها الكسر سبعة والتي يلزم فيها الفتح ستة ، والتي يجوز فيها الوجهان ثلاثة ، وقد استدرك الشيخ على المصنف موضعا ثامنا فقال : إنه نقصه موضع آخر وهو أنه يجب كسرها بعد «حيث» نحو : اجلس حيث إنّ زيدا جالس (٤). وذكر بعض الفضلاء (٥) موضعين آخرين وهما : بعد إذ وبعد موصوف بجملة مصدرة «بأنّ» نحو : جئتك إذ إن زيدا أمير ، ومررت برجل إنه فاضل (٦) ، وكذا ذكر ثلاثة مواضع أخر في القسم الثاني ، أعني ما يلزم فيه الفتح وهي : إذا وقعت خبرا عن اسم معنى نحو : اعتقادي أنه فاضل وإذا وقعت معطوفة على شيء لو كانت «إنّ» في موضعه لكانت مفتوحة كالمعطوفة على فاعل أو مفعول أو مجرور بحرف أو إضافة نحو : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ)(٧) وإذا وقعت مبدلة من شيء من ذلك نحو : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ)(٨) ، وكذا (٩) أيضا خمسة مواضع أخر في القسم الثالث ، أعني ما يجوز فيه الفتح والكسر ، وهي : إذا وقعت في موضع التعليل نحو : (إِنَّا ـ
__________________
(١) هو أبو سعيد عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان المكي إمام الناس في الإقراء بمكة توفى سنة (١٢٠ ه). غاية النهاية (١ / ٤٤٣ ـ ٤٤٥).
ينظر هذه القراءات في الإتحاف (٢٠٨ ـ ٢٠٩) ، وشرح طيبة النشر (٢٧٧) ، والحجة لابن خالوية (١٣٩).
(٢) سبقت ترجمته.
(٣) شرح التسهيل للمصنف (٢ / ٢٣).
(٤) التذييل (٢ / ٦٧٨).
(٥) هو ابن هشام في شذور الذهب وأوضح المسالك ، ولم أره لغيره ، وقد عقب ابن هشام في نهاية ذكره لمواضع الكسر بقوله : وقد أثبت في شرح هذا الموضع بما لم أسبق إليه فتأملوه. اه. شذور الذهب (٢٦١) ، وينظر أيضا بلوغ الأرب بشرح شذور الذهب. للشيخ زكريا الأنصاري (ص ٤٤٠ ـ ٤٤١).
(٦) ينظر شذور الذهب (٢٥٩) ، وأوضح المسالك (١ / ٨٧).
(٧) سورة البقرة : ٤٧.
(٨) سورة الأنفال : ٧.
(٩) ينظر شذور الذهب (٢٦٢) ، وأوضح المسالك (١ / ٨٧ ـ ٨٨) ، وبلوغ الأرب بشرح شذور الذهب (ص ٤٤٥).