.................................................................................................
______________________________________________________
وروي بالكسر على التأويل بمصدر ، وبالفتح على تأويل «أن» ومعمولها بمصدر مرفوع بالابتداء والخبر محذوف ، والأول أولى لأنه لا يحوج إلى تقدير محذوف.
ومن المستعمل بوجهين لإمكان تقديرين «إنّ» الواقعة بعد فاء الجواب نحو : من يأتني فإنه مكرم. من كسر جعل ما بعد الفاء جملة غير مؤولة بمصدر كما قال : من يأتني فهو مكرم ، ومن فتح جعل ما بعد الفاء في تأويل مصدر مرفوع بالابتداء والخبر محذوف والأول أولى لأنه لا يحوج إلى تقدير محذوف كالواقعة بعد «إذا» ، ولذلك لم يجئ في القرآن العزيز فتح إلا مسبوق «بأنّ» المفتوحة (١) نحو : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ [٢ / ١٠٦] وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ)(٢) فإن لم تسبق «أنّ» المفتوحة فكسر «إنّ» بعد الفاء مجمع عليه من القراء السبعة نحو :(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ)(٣) و (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)(٤) و (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ)(٥) ومن المقروء بالوجهين باعتبار التقديرين مع تقدم «أنّ» المفتوحة قوله تعالى : (كَتَبَ [رَبُّكُمْ])(٦) عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧) قرأ بفتح الأولى والثانية ابن عامر (٨) وعاصم (٩) ، وقرأ بفتح الأولى وكسر الثانية نافع (١٠) ، وقرأ بكسرهما ابن ـ
__________________
والخصائص (٣ / ٣٩٩) ، وشرح التسهيل للمرادي (١ / ٤٣١) ، وتعليق الفرائد (١١٠١) ، وشرح عمدة الحافظ (١٣١) ، والتذييل (٢ / ٦٨٩) ، وأمالي السهيلي (١٢٦) ، وشرح الألفية لابن الناظم (٦٣) ، وشرح الألفية للمرادي (١ / ٣٣٩) ، وشرح المكودي (٥٧) ، والخزانة (٤ / ٣٠٣) ، وابن يعيش (٤ / ٩٧) ، (٨ / ٦١) ، والتصريح (١ / ١٢٨) ، والأشموني (١ / ٢٧٦) ، والهمع (١ / ١٣٨) ، والدرر (١ / ١٥١).
اللغة : اللهازم : جمع لهزمة وهي طرفة الحلقوم وقيل قطعة تحت الأذن ويكنى باللهازم والقفا هنا عن الخسة.
والشاهد قوله : (إذا أنه) حيث جاز في «أن» الكسر والفتح.
(١) ينظر شرح التسهيل للمرادي (١ / ٤٣٢).
(٢) سورة التوبة : ٦٣.
(٣) سورة طه : ٧٤.
(٤) سورة يوسف : ٩٠.
(٥) سورة الجن : ٢٣.
(٦) ساقطة من (أ) ، (ب).
(٧) سورة الأنعام : ٥٤.
(٨) سبقت ترجمته.
(٩) هو أبو بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الأسدي وهو من التابعين توفى بالكوفة سنة (١٢٧ ه). وقيل (١٢٨ ه).
(١٠) سبقت ترجمته.