.................................................................................................
______________________________________________________
والواقعة قبل لام معلقة ، نحو : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ)(١) فعدم وقوع المصدر في هذه المواضع بيّن ، فلذلك استديم فيها كسر «إنّ» ، واللام المعلقة هي المسبوقة بفعل قلبي أو جار مجراه (٢) نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)(٣) وأنشد سيبويه :
٩٥٣ ـ ألم تر إنّي وابن أسود ليلة |
|
لنسري إلى نارين يعلو سناهما (٤) |
فلو لا اللام لفتحت «إنّ» كما فتحت في (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ)(٥) ، وفي (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٦) وفي (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٧) ، فلو لم يسبق اللام فعل قلبي ولا جار مجراه لم يكن فرق بين وجود اللام وعدمها ، فلذلك استحق الكسر بعد القسم مع عدمها في (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ)(٨) ، كما استحق مع وجودها في (إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ)(٩) وكذا سائر المواضع الخمسة (١٠).
وأشرت بقولي : «فإن لزم التأويل لزم الفتح» إلى لزومه في موضع المبتدأ نحو : ـ
__________________
وعمدة الحافظ (١٢٩) ، وابن الناظم (٦٢) ، والعيني (٢ / ٢١٦) ، وشرح الحماسة للتبريزي (١ / ١٨٧).
والشاهد قوله : (يحسبنا إنا بطاء) ، حيث كسرت همزة «إن» لوقولعهما موقع خبر اسم عين ، عين وهو المفعول الأول ليحسب.
(١) سورة الأنعام : ٣٣.
(٢) ينظر المفصل لابن يعيش (٨ / ٦٦) ، وشرح الألفية للمرادي (١ / ٣٣٨).
(٣) سورة المنافقون : ١.
(٤) البيت من الطويل وهو من الأبيات الخمسين مجهولة القائل ، وينظر في الكتاب (٣ / ١٤٩) ، وشرح الكافية الشافية (١ / ٤٨٤) ، والتذييل (٢ / ٢٧٨) ، والأشموني (١ / ٢٧٥) ، واللسان (سنا).
والشاهد قوله : (ألم تر إنّي .. لنرى) حيث كسرت همزة «إنّ» لوقوع اللام المعلقة في خبرها ولو لا هذه اللام لفتحت همزتها.
(٥) سورة البقرة : ١٧٨.
(٦) سورة آل عمران : ١٨.
(٧) سورة النور : ٤١.
(٨) سورة الدخان : ٣.
(٩) سورة يونس : ٥٣.
(١٠) ذكر ابن عصفور في شرح الجمل (١ / ٤٦٠) ، أن هناك خلافا بين النحاة في «إنّ» الواقعة بعد القسم من حيث كسر همزتها وفتحها ، فقال : واختلف فيها إذا وقعت بعد القسم نحو : والله إنّ زيدا قائم ، فمنهم من لم يجز إلا الفتح ومنهم من أجاز الفتح والكسر واختار الفتح ، ومنهم من أجازهما واختار الكسر ، ومنهم من لم يجز إلا الكسر ، وهو الصحيح. اه.