هينتكم ، أي : تثبتوا في سيركم ، ولا تجهدوا أنفسكم ، وهو مأخوذ من الجرّ في السّوق ، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير ، وانتصاب جرّا من ثلاثة وجوه :
١ ـ أن يكون مصدرا وضع موضع الحال والتقدير : وهلمّ جارّين ، أي : متثبتين.
٢ ـ أن يكون على المصدر ، لأن في هلم معنى «جرّوا» فكأنه قال : جرّوا جرا ، على قياس قولك : جاء زيد مشيا.
٣ ـ منصوب على التمييز.
وزعم ابن هشام أن التركيب ليس عربيا محضا ، وذكر أدلة ينقضها كون هذا التركيب ، جاء في الشعر العربي الجاهلي ، وكونه جاء في كتب الحديث على لسان فصحاء قريش ، فقد جاء في موطأ الإمام مالك عن ابن شهاب ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة ، والخلفاء هلم جرّا ، وعبد الله بن عمر قال الإمام الزرقاني وفي هذا البيت : (فإن جاوزت مقفرة) ونطق ابن شهاب به ، وهو من قريش الفصحاء ، ما يدفع توقّف ابن هشام في كونه عربيا محضا. [رسالة في توجيه النصب لابن هشام / ٤٦].
(٣٥٥) حتى استكانوا وهم منّي على مضض |
|
والقول ينفذ ما لا ينفذ الإبر |
البيت للأخطل في ديوانه ، والخصائص / ج ١ / ١٥.
(٣٥٦) كأنهم أسيف بيض يمانية |
|
عضب مضاربها باق بها الأثر |
البيت في لسان العرب بلا نسبة ، وأنشده شاهدا على جمع سيف على «أسيف» وعضب : قاطع ، وصف بالمصدر ، ولهذا فقد تعرب مضاربها فاعلا ، والأثر فاعل باق ، والأثر : وزن «فعل» واحد ليس بجمع ، وهو فرند السيف ورونقه والجمع أثور. [اللسان ـ سيف ، وأثر ، والأشموني ج ٤ / ١٢٣ ، وشرح التصريح / ٢ / ٣٠١].
(٣٥٧) ولكنّ أجرا لو فعلت بهيّن |
|
وهل ينكر المعروف في الناس والأجر |
البيت غير منسوب ، وهو شاهد على أن الباء تزاد سماعا بقلة في خبر لكنّ. [الخزانة / ٩ / ٥٢٣ ، وشرح المفصل ٨ / ١٣٩].
(٣٥٨) لعلهما أن تبغيا لك حيلة |
|
وأن ترحبا صدرا بما كنت أحصر |