لعلي .. الخ ، والوجه أنّ «أزورها» خبر لعلّ سدّت مسدّ الصلة ، ويقال : خبر لعلّ محذوف ، وجملة أزورها : صلة ، والفصل بين الصلة والموصول جائز. [الخزانة / ٥ / ٤٦٤ ، والدرر / ١ / ٦٢ ، والهمع / ١ / ٨٥ ، والأشموني / ١ / ١٦٣ ، وشرح أبيات المغني / ٦ / ١٩١].
(٢١٨) فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها |
|
فأوّل راض سنّة من يسيرها |
البيت من قصيدة لخالد بن زهير الهذلي ، يقولها لأبي ذؤيب الهذلي ، وكان خاله أو ابن عمه ، فأرسله أبو ذؤيب رسولا إلى امرأة ، فعشقته هذه المرأة وتركت خاله أبا ذؤيب ، فعاتبه أبو ذؤيب في ذلك ، فردّ عليه خالد يقول له : أنت أول من سنّ هذه السيرة ، حيث كان أبو ذؤيب فعل كذلك برجل يقال له «مالك» ، والبيت من شواهد المغني ، ذكره لينقضه ، ويبطل قول أبي علي أن التضعيف في الفعل «يسيّر» للمبالغة ، لا للتعدية ، لقولهم «سرت زيدا» وذكر البيت. ويرى ابن هشام أنّ البيت على إسقاط الباء توسعا ، والأصل «يسير بها» وأبو علي يرى أن «سار» يتعدى بنفسه ولكن البغدادي يروي البيت :
فلا تجزعن من سنّة قد أسرتها |
|
وأول راض سنة من يسيرها |
بضم الفعل «يسير» في أوله ، مضارع أسار. [شرح أبيات المغني / ٧ / ١٣٤].
(٢١٩) إمّا أقمت وأمّا أنت مرتحلا |
|
فالله يكلأ ما تأتي وما تذر |
.. البيت مجهول القائل. يروى البيت بكسر همزة «إما» الأولى. وهي مكونة من إن الشرطية ، و «ما» الزائدة ، وفتح «أمّا» الثانية ، مكونة من (أن) الناصبة ، و «ما» الزائدة ، ويرى ابن هشام أنّ (أن) الناصبة للمضارع ، تأتي بمعنى (إن) الشرطية ، ومن أدلته على ذلك عطفها على (إن) المكسورة في هذا البيت ، فلو كانت المفتوحة مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة. [شرح المفصّل / ٢ / ٩٨ ، والخزانة / ٤ / ١٩ ، وشرح أبيات المغني / ١ / ١٧٨].
(٢٢٠) لو كان غيري سليمى الدهر غيّره |
|
وقع الحوادث إلا الصارم الذّكر |
البيت من شعر لبيد بن ربيعة العامري ، قال ابن هشام من معاني «إلا» أن تكون صفة ، بمنزلة غير فيوصف بها ، وبتاليها جمع منكر أو شبهه ، وفي شبه الجمع ذكر هذا البيت ، فقوله : إلا الصارم ، صفة لغيري. قال سيبويه : كأنه قال : لو كان غيري غير الصارم