البيت لأنس بن مدركة الخثعمي ، وسليك : هو سليك بن السلكة أحد ذؤبان العرب .. وكان من حديثه أنه مرّ ببيت من خثعم فرأى امرأة شابة ، فنال منها ، فعلم أنس بن مدركة ، فأدركه وقتله. وأعقله : أدفع ديته ، وعافت : كرهت ، وأراد : أنّ البقر إذا امتنعت عن ورود الماء لم يضربها راعيها لأنها ذات لبن ، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب ، ويقال : الثور : هنا : نبت من نبات الماء ، تراه البقر حين ترد الماء فتعاف الورود ، فيضربه البقار ، لينحيه عن مكان ورودها حتى ترد ، والمعنى : يشبه نفسه إذا قتل سليكا ثم وداه ـ أي أدّى ديته ـ بالثور يضربه الراعي لتشرب البقر والجامع في التشبيه ، تلبس كل منهما بالأذى لينتفع سواه.
قوله : وقتلي : معطوف على اسم إنّ ، وأعقله : منصوب بأن مضمرة جوازا بعد «ثم» ، وهو الشاهد : حيث أضمر أن بعد ثم العاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل ، وهو «القتل». [الشذور / ٣١٦ ، والهمع / ٢ / ١٧ ، والأشموني / ٣ / ٣١٤ ، وشرح التصريح ج ٢ / ٢٤٤ ، والدرر / ٢ / ١١ ، والعيني / ٤ / ٣٩٩ ، والحيوان / ١ / ١٨].
(١٠٠) أيّان نومنك تأمن غيرنا وإذا |
|
لم تدرك الأمن منّا لم تزل حذرا |
البيت مجهول القائل ، ونؤمنك : نعطك الأمان ، حذرا : خائفا.
والشاهد : أيان نؤمنك تأمن ، حيث جزم بـ أيّان فعلين ، أحدهما فعل الشرط ـ نؤمنك ـ والثاني جوابه ـ تأمن. [شذور الذهب / ٣٣٦ ، والعيني / ٤ / ٤٢٣ ، والأشموني / ٤ / ١٠].
(١٠١) يا أبا الأسود لم أسلمتني |
|
لهموم طارقات وذكر |
وقوله «ذكر» بكسر الذال وفتح الكاف ، جمع ذكرة ، وهي ضد النسيان.
والشاهد : «لم» فهي مكونة من حرف الجرّ اللام ، وما الاستفهامية (ما) حذفت ألفها ثم سكنت الميم ، والمشهور .. فيها (لم) بفتح الميم ، وحذف الألف من «ما» الاستفهامية ، للتفريق بينها وبين (ما) الموصولة. والاثنتان تتصلان بحرف الجرّ. فحذفوا ألف الاستفهامية ، وأبقوا ألف الموصولة ... واتفقوا على أن ألف الاستفهام تحذف إذا سبقها حرف جرّ مثل «بم ، علام ، ممّ ..» واختلفوا إذا كان الجار اسما تضاف إليه «ما» فالحذف غالب لا ، لازم مثل : بمقتضى م ـ جئت ، أو بمقتضى ما جئت ، وقال آخرون إنه لازم. وأرى أنه إذا كان الجار اسما ، لا يحسن حذفها ، لأنها تكتب مفردة عن