لك» أي : مشفقة حنونة. وقال العيني : وقد تذكر هذه الجملة في معرض التعجب كقولهم : لله درّك ، وقد تستعمل بمعنى : جدّ في أمرك وشمّر ، لأن من له أب يتكل عليه في بعض شأنه. ومعنى البيت : احذروا يا تيم عديّ أن يرميكم عمر في بليّة لا قبل لكم بها ومكروه لا تحتملونه ، بتعرضه لي ، يريد أن يمنعوه من هجائه حتى يأمنوا الوقوع في خطره ، لأنهم إن تركوا عمر وهجاءه جريرا ، فكأنهم رضوا بذلك ، وحينئذ يسلّط جرير عليهم لسانه.
وقوله : يا تيم : منادى ، ويجوز فيه الضمّ ، على اعتباره مفردا علما. ويجوز نصبه بتقدير إضافته إلى ما بعد الثاني كما رواه سيبويه. أو بتقدير إضافته إلى محذوف مثل الذي أضيف إليه الثاني ، كما هو رأي المبرّد. «تيم» منصوب على أنه منادى بحرف نداء محذوف ، أو على أنه تابع بدل أو عطف بيان ، أو توكيد للأول باعتبار محله إذا كان الأول مضموما أو باعتبار لفظه إذا كان منصوبا ، أو على أنه مفعول به لفعل محذوف. لا أبالكم : لا نافية للجنس. أبا : اسم لا ، لكم : اللام حرف جر زائد والكاف في محل جر بهذه اللام ، ولكنها في التقدير مجرورة بإضافة اسم «لا» إليها ، وخبر «لا» محذوف.
والشاهد : يا تيم تيم عدي .. حيث تكرر لفظ المنادى ، وقد أضيف ثاني اللفظين ، فيجب في الثاني النصب ، ويجوز في الأول الضم والنصب. [سيبويه / ١ / ٢٦ ، وشرح المفصل / ٢ / ١٠ ، والهمع / ٢ / ١٢٢ ، والأشموني / ٣ / ١٥٣ ، وشرح أبيات المغني / ٧ / ١١ وو الخزانة / ٢ / ٢٩٨ و ٤ / ٩٩].
(٩٢) لها بشر مثل الحرير ومنطق |
|
رخيم الحواشي : لا هراء ولا نزر |
البيت للشاعر ذي الرّمة ، غيلان بن عقبة ، صاحب «ميّة» من قصيدة مطلعها :
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى |
|
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر |
والبشر : ظاهر الجلد ، والمنطق : الكلام. رخيم : سهل ، رقيق. الحواشي : الجوانب والأطراف وهو جمع حاشية ، والمراد أنّ حديثها كله رقيق عذب ، هراء ، أي : كثير ذو فضول. نزر : قليل ، والمعنى : يصفها بنعومة الجلد وملاسته ، وبأنها ذات كلام عذب وحديث رقيق وأنها لا تكثر في كلامها حتى يملها سامعها ، ولا تقتضبه اقتضابا حتى