للأخطل التغلبي ، واسمه غياث بن الغوث ، وقوله : «عدى» أي : متباعدين لا أرحام بينهم ولا حلف ، وقوله : آخر الدهر ، منصوب على تقدير نزع الخافض ، وأصله إلى آخر الدهر.
والشاهد : «ألا يا اسلمى» ، ياء : حرف نداء ، واسلمى : فعل أمر ... وياء النداء لا تدخل على الفعل ، فوجب تقدير اسم محذوف كأنه قال : يا هند اسلمي ، ووجه آخر وهو أن تكون «ألا» للتنبيه و «يا» للتنبيه ، وأعاد التنبيه تأكيدا لاستعطاف المأمور. [الإنصاف / ٩٩ ، والمفصل ج ٢ / ٢٤].
(٩٠) فيا الغلامان الّلذان فرّا |
|
إيّاكما أن تعقبانا شرّا |
.. ليس لهذا البيت قائل معروف ... الغلامان : منادى مبني على الألف. إياكما منصوب على التحذير ، بفعل مضمر وجوبا ، تقديره «أحذركما» ، والمصدر المؤول بعده مجرور بمن مقدّرة ، وشرا : مفعول ثان لـ : تعقبانا.
والشاهد : قوله : فيا الغلامان. حيث جمع بين حرف النداء و «أل» في غير اسم الجلالة ، ولا يجوز ذلك إلا في الشعر ، وإنما لم يجز الجمع بينهما في سعة الكلام : لأن حرف النداء وأل يفيدان التعريف ، ويكفي أحدهما عن الآخر. ولأن تعريف ـ أل ـ تعريف العهد ، وهو يتضمن معنى الغيبة ، لأن العهد يكون بين اثنين ، في ثالث غائب ، والنداء ، خطاب لحاضر ، فلو جمعت بينهما ، لتنافى التعريفان. [الانصاف / ٣٣٦ ، وشرح المفصل / ٢ / ٩ ، والهمع / ١ / ١٧٤].
(٩١) يا تيم تيم عديّ لا أبالكم |
|
لا يلقينّكم في سوأة عمر |
البيت لجرير بن عطية من قصيدة يهجو فيها عمر بن لجأ التيمي ، وقوله : تيم عدي : أضاف تيما إلى عديّ ، للاحتراز عن تيم مرّة ، وعن تيم غالب بن فهر ، وهما في قريش .. لا أبالكم : جملة يقصد بها المدح ، ومعناها حينئذ نفي نظير الممدوح ، بنفي أبيه ، وقد يقصد بها الذم ، ومعناها حينئذ أن المخاطب مجهول النسب ، قال السيوطي : هي كلمة تستعمل عند الغلظة في الخطاب ، وأصله أن ينسب المخاطب إلى غير أب معلوم ، شتما له واحتقارا ثم كثر في الاستعمال حتى صار يقال في كل خطاب يغلظ فيه على المخاطب. وقال الأخفش : كانت العرب تستحسن أن تقول : «لا أبالك» وتستقبح «لا أمّ