٣٧ ، والخزانة / ١ / ٣٧٣ ، والعيني / ١ / ٥٤٥].
(٤٨) كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري |
البيت للفرزدق ، يهجو جريرا ، وقوله : فدعاء : هي المرأة التي اعوجت إصبعها من كثرة حلبها ، ويقال : الفدعاء ، هي التي أصاب رجلها الفدع من كثرة مشيها وراء الإبل ، والفدع : زيغ في القدم ، بينها وبين الساق ، عشاري : العشار : جمع عشراء ، بضم العين وفتح الشين : وهي الناقة التي مضى عليها من وضعها عشرة أشهر.
والشاهد قوله : «عمة» حيث ذكره ابن عقيل شاهدا على وقوع المبتدأ نكرة بعد «كم» الخبرية ، على رواية من رفع «عمة» وعلى هذا تعرب «كم» في محل نصب ظرفا متعلقا بـ (حلبت) أو مفعولا مطلقا عامله «حلبت» وليس الأمر كما قال ، إذا روينا «عمة» بالرفع ، وإنما المسوغ لمجيء المبتدأ نكرة ، الوصف ، فالجار والمجرور «لك» صفة لـ عمّة.
والأقوى أن تعرب «كم» خبرية ـ في محل رفع مبتدأ ـ وعمة : تمييز مجرور ، لأن الخبريّة تدل على الكثرة ، والهجاء يتطلب ذلك. [سيبويه / ١ / ٢٥٣ ، ٢٩٣ ، ٢٩٥ ، وشرح المفصل / ٤ / ١٣٣ ، والعيني / ١ / ٥٥٠ ، والهمع / ١ / ٢٥٤ ، والأشموني / ١ / ٢٠٧ ، وشرح أبيات المغني / ٤ / ١٦٥ ، والخزانة / ٦ / ٤٥٨].
(٤٩) إلى ملك ما أمّه من محارب |
|
أبوه ولا كانت كليب تصاهره |
البيت للفرزدق يمدح الوليد بن عبد الملك ، ومحارب : اسم قبيلة وكذلك «كليب».
والشاهد فيه : «أمه من محارب أبوه» حيث قدم الخبر ، وهو جملة «ما أمه من محارب» على المبتدأ وهو قوله : «أبوه» ، والتقدير : إلى ملك أبوه ليست أمه من محارب.
وفيه شاهد : بلاغي على التعقيد اللفظي الذي سببه التقديم والتأخير كقول الفرزدق أيضا ، يمدح إبراهيم بن هشام المخزومي خال هشام بن عبد الملك :
وما مثله في الناس إلا مملكا |
|
أبو أّمه حّي أبوه يقاربه |
والتقدير : وما مثله في الناس حّي يقاربه إلا مملكا ، أبو أمه أبوه. [الخصائص / ٢ / ٣٩٤ ، والهمع / ١ / ١١٨ ، والعيني / ١ / ٥٢٥ ، وشرح أبيات المغني / ٣ / ٣٤].