تزوّد إلى يوم الممات فإنّه |
|
ولو كرهته النفس آخر موعد |
.. وفيه دليل على إيمان الشاعر بالحشر والجزاء ، وهو جاهلي ... وفي البيت شاهد على أنّ «لو» يفهم منها عدم وقوع الفعل ، ولهذا يصحّ تعقيبه بحرف الاستدراك. [الهمع / ٢ / ٦٦ ، وشرح أبيات المغني / ٥ / ٣٧].
(١٥٧) تقي نقي لم يكثّر غنيمة |
|
بنهكة ذي قربى ولا بحقلّد |
البيت لزهير في مدح هرم بن سنان .. والحقلّد : اختلفوا في معناها ، وإنما هي صفة ذم ينفيها عن الممدوح ... يقول : لم يكثر غنيمة بأن ينهك ذا قرابة ولا هو بلئيم سيء الخلق .. والشاهد فيه : أن قوله : بحقلّد : معطوف على شيء متوهم ، كأنه قال : ليس بمكثر غنيمة ، فعطف عليه قوله : بحقلّد ، بناء على توهّم جرّ خبر ليس بالباء الزائدة .. ويحتمل أن تكون معطوفة على بنهكة ، على تضمين «حقلّد» معنى سوء الخلق .. أي : لا يكثر ماله بإنهاك الأقارب ، ولا بسوء الخلق ، والله أعلم. [شرح أبيات المغني / ٧ / ١٤٦].
(١٥٨) إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم |
|
ولا تصحب الأردى فتردى مع الرّدي |
البيت لعديّ بن زيد العبادي ، وينسب لطرفة بن العبد أيضا ... وليس في البيت شاهد نحويّ وإنما أورده ابن هشام في مجال الجواب بالتلميح. وانظر قصته في بيت النابغة الذبياني حرف العين المهملة (المسامع). [شرح أبيات المغني / ٧ / ١٣٠].
(١٥٩) فقد ذاقت الأوس القتال وطرّدت |
|
وأنت لدى الكنّات ـ كلّ مطرّد |
تناغي لدى الأبواب حورا نواعما |
|
وكحّل مآقيك الحسان بإثمد |
البيتان لحسان بن ثابت رضياللهعنه ، من قصيدة أجاب بها قصيدة لقيس بن الخطيم في العصر الجاهلي ... وطرّدت : بالبناء للمجهول مبالغة في طردته ، وجملة «وأنت لدى الكنات» حال من ضمير (طرّدت) ، أو من الأوس. والكنات : جمع كنّة بالضم وتشديد النون ، السقيفة أمام البيت. وجملة «تناغى» خبر ثان لـ «أنت» ، والمناغاة : محادثة النساء ، والصغار باللين والرفق .. وفي البيت الثاني سخرية بقيس بن الخطيم ، وأنه من النساء ، لا يشارك في الحروب. والإثمد : كحل أسود.