والثاني : استعمال : قال ، بمعنى ظنّ ، ونصب «الرمح» ويجوز رفع (الرمح) على الابتداء. [الهمع / ١ / ١٥٧ ، والأشموني / ٢ / ٣٦ ، ٢٢٢ ، وشرح المغني / ٣ / ٢٣٦].
(٢٦) بعد اللّتيّا واللّتيّا والّتي |
|
إذا علتها أنفس تردّت |
البيت من رجز العجّاج ، وقوله : اللّتيا : تصغير «التي» ويصغرون «التي» على هذا اللفظ للدلالة على معنى شناعة الشيء وعظمه ، وقد وصف العجاج دواهي شنيعة. والعجاج : اسمه عبد الله ، ولقب بالعجّاج ببيت قاله وهو :
«حتى يعجّ عندها من عجعجا»
وهو راجز مجيد ، عده الجمحي من الشعراء الإسلاميين ، قيل : ولد في الجاهلية ومات أيام الوليد بن عبد الملك ، وهو أول من رفع الرجز ، وشبهه بالقصيد وجعل له أوائل ، قال ابن رشيق : تسمى الأرجوزة قصيدة ، طالت أبياتها أم قصرت ، ولا تسمى القصيدة أرجوزة ، إلا أن تكون من أنواع الرجز ولو كانت مصرّعة الشطور ، فالقصيدة تطلق على كل الرجز ، لا العكس.
وقوله في البيت «تردّت» من الردى ، وهو الهلاك ، فعله «ردي يردى». وإن شئت جعلته من التردّي الذي هو السقوط من علوّ ، ومنه «المتردية» الشاة التي تسقط من جبل أو في بئر فتموت. وقوله : علتها ؛ من العلوّ والضمير لأسماء الموصولات التي هي بمعنى الدواهي ، وإذا : شرطية ، علتها : شرطها. وتردّت : جزاؤها ، والجملة الشرطية صلة «التي».
والشاهد في هذا البيت : حذف صلة الموصولين الأولين ، لأن صلة الموصول الثالث دلّت على ما أراد. [شرح المفصل / ٥ / ١٤٠ ، وشرح المغني / ٧ / ٣١٠ ، واللسان (لتى) والمقتضب / ٢ / ٢٨٩].
(٢٧) علّ صروف الدهر أو دولاتها |
|
تدلننا اللّمّة من لمّاتها |
فتستريح النفس من زفراتها |
الرجز مجهول القائل : وصروف الدهر : حوادثه. والدولة : بالفتح والضم : الانتقال من حال البؤس إلى حال السرور. وتدلننا : من الإدالة ، وهو النصر ، يتعدى إلى مفعولين أحدهما بـ (على) فـ (اللمة) في البيت منصوبة على نزع الخافض وهو «على» والتقدير : تدلننا على اللمة. وزفرات : جمع زفرة ، بسكون الفاء ، وهي تردد النفس في الجوف ،