.. والشاهد : أخاها. منصوب بفعل محذوف تقديره «أعني» قال الخليل : إنّ نصب «أخاها» على أنك لم ترد أن تحدث الناس ولا من تخاطب بأمر جهلوه ولكنهم قد علموا من ذلك ما قد علمت ، فجعله ثناء وتعظيما ، ونصبه على الفعل كأنه قال : أذكر أهل ذاك ، ولكنه فعل لا يستعمل إظهاره.
[سيبويه ج ٢ / ٦٥ ، هارون ، وملحق ديوان ذي الرمة / ١٨٤٧].
(٣٠٢) بأعين منها مليحات النّقب |
|
شكل التّجار وحلال المكتسب |
رجز لا يعرف قائله. النقب : بالضم : دوائر الوجه ، وبالكسر ، جمع نقبه من الانتقاب بالنقاب. وشكل التجار : أي هنّ مما يصلح للتجارة ، ويحل للكسب ، يصف جواري. ويروى «النجار» بالنون ، أي : تشاكل نجارها وتشبهه ، والنجار : الأصل واللون ، ولا يعلم ماذا قال الراجز إلا الله.
والشاهد فيه : جرّ «شكل التجار» و «حلال المكتسب» ، على ما قبله نعتا ، ولو قطع بالنصب والرفع لما فيه من معنى المدح لجاز. [سيبويه / ٢ / ٦٧ ، هارون].
(٣٠٣) وما غرّني حوز الرّزاميّ محصنا |
|
عواشيها بالجوّ وهو خصيب |
لا يعرف قائله. وحوز الإبل : جمعها للعلف. والرزامي : نسبة إلى رزام ، وهم حيّ من العرب. والعواشي : جمع عاشية ، وهي التي ترعى بالعشي من المواشي. يقول : جمعها للعلف ليمنع الضيف في حال خصب الزمان ، لأنها لا تحلب وهي تعلف.
والشاهد : نصب «محصن» بإضمار فعل يجوز إظهاره وهو أعني ، ولم يقصد مدحا ولا ذما فينصبه عليه. ومحصن ، هو اسم الرزامي. [سيبويه / ٢ / ٧٤ ، هارون].
(٣٠٤) عليّ دماء البدن إن لم تفارقي |
|
أبا حردب ليلا وأصحاب حردب |
لرجل من بني مازن يخاطب ناقته ويحثها على مفارقة أبي حردبة ، وكان هذا لصا ، وكان الشاعر من أصحابه ، فتاب. والبدن : جمع بدنة ، وهي الناقة تتخذ للنحر ، أراد نحر البدن بمكة نذرا منه إن لم تطعه ناقته ، وخاطب ناقته وهو يريد نفسه على المجاز. وأراد : وأصحاب أبي حردبة فحذف «أبي» لعلم السامع. والشاهد فيه : ترخيم «حردبة» في غير النداء للضرورة ، وإجراؤه بعد الترخيم مجرى غير المرخم في الإعراب. [سيبويه / ٢ / ٢٥٥ ، هارون]