(٢٨٩) ثمّت لا تجزونني عند ذاكم |
|
ولكن سيجزيني الإله فيعقبا |
البيت للأعشى. والشاهد فيه : نصب «يعقب» بعد الفاء في ضرورة الشعر فيما ليس فيه معنى النفي أو الطلب ، ويجوز أن يريد النون الخفيفة ، وهو أسهل في الضرورة. [سيبويه / ٣ / ٣٩ ، هارون].
(٢٩٠) كذب العتيق وماء شنّ بارد |
|
إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي |
.. البيت منسوب لعنترة بن شداد ، وللشاعر خزز بن لوذان السدوسي. والعتيق : هنا ، التمر القديم. والشنّ : القربة الخلق ، والماء يكون فيها أبرد منه في القربة الجديدة. يقول : عليك بالتمر فكليه ، والماء البارد فاشربيه ، ودعيني أوثر فرسي باللبن ، وإن تعرضت لشرب اللبن فاذهبي. وإنما يتوعدها بالطلاق. ويروى «العتيق» بالنصب والرفع. فإن نصبت فعلى أن كذب ، اسم فعل بمعنى الزم وفاعله مستتر. وإن رفعت ، فهو فاعل كذب ، ويراد بقوله «كذب العتيق» الإغراء ومنه قولهم : كذب عليك العسل ، ويريدون : كل العسل ، وتفسيره : أخطأ تارك العسل ، فغلب المضاف إليه على المضاف وقال عمر ابن الخطاب «كذب عليكم الحجّ ، كذب عليكم العمرة ، كذب عليكم الجهاد ، ثلاثة أسفار كذبن عليكم» معناه الزموا الحج والعمرة والجهاد .. وانظر تفصيلا مغنيا في [الخزانة ج ٦ / ١٨٤ ، وسيبويه / ٢ / ٣٠٢].
(٢٩١) أما أقاتل عن ديني على فرسي |
|
أو هكذا رجلا إلّا بأصحاب |
البيت في [شرح المفصل ج ٥ / ١٣٣] ، ذكره شاهدا على أنّ «رجلا» بمعنى «راجلا» وهو في [الحماسة / ٤٦٤ ، ونوادر أبي زيد ص ٥ ، منسوب إلى حيي بن وائل].
(٢٩٢) إنّ السّيوف غدوّها ورواحها |
|
تركت هوازن مثل قرن الأعضب |
البيت للأخطل التغلبي من قصيدة مدح بها العباس بن محمد بن عبد الله بن العباس.
وقوله : غدوّها ، ورواحها : بدل اشتمال من السيوف ، وقد روعي المبدل منه في اللفظ بإرجاع الضمير إليه من الخبر ، ولم يراع البدل ، ولو روعي لقيل «تركا» بالتثنية. ويحتمل نصب غدوّها على الظرف ، كـ (خفوق النجم) ، وكأنه قال : إنّ السيوف وقت غدوها ورواحها. [الخزانة / ٥ / ١٩٩ ، والأشموني / ٣ / ١٣٢].