(بالمخشيّ) هنا أقوى من حذف الخبر .. فالله يذكر ، للخشية منه ، ولرحمته ، وجبروته ، ونعمائه .. الخ .. ولكل حال خبر .. والمرأة هنا ذكرت الخشية من الله ، لأنها في مقام وسوسة الشيطان لها بالذنب .. والله أعلم. [شرح أبيات المغني ج ٥ / ١٢٢ ، والخزانة ج ١٠ / ٣٣٣ ، وشرح المفصل / ٩ / ٢٣].
(١٥٢) أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد |
|
كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه |
هذا البيت ، من قصيدة لنهشل بن حرّيّ الدارمي ، رثى بها أخاه مالكا الذي قتل بصفّين وهو في جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وقوله : أخ ماجد : أي : هو أخ .. أو : أخي أخ ماجد .. والمشهد : شهود الحرب أي : لم يشهد مشهدا إلا أحسن فيه البلاء فلا أستحيي ، أي : أفتخر به .. وسيف عمرو : الصمصامة .. لعمرو بن معدي كرب الصحابي .. والمضارب : جمع مضرب ، وهو موضع القطع .. وقد ضرب المثل بسيف عمرو فقيل : هو أمضى من الصمصامة ..
والشاهد في البيت : «كما سيف عمرو» ... على أنّ الكاف مكفوفة عن الجر بـ (ما) الزائدة ، وارتفع الاسم بعدها على الابتداء .. ومن رأى أنها غير مكفوفة بـ (ما) رأى أن (ما) مصدرية. والجملة بعدها في محل جرّ .. ولكنهم قالوا : إن ما المصدرية لا توصل إلا بالجملة الفعلية ، فإذا وليتها الجملة الاسمية كانت كافة ليس غير .. وهو أولى من جلب التأويلات البعيدة. [شرح أبيات المغني ج ٤ / ١٢٧ ، والهمع ج ٢ / ٣٨].
(١٥٣) وما زرت سلمى أن تكون حبيبة |
|
إليّ ولا دين بها أنا طالبه |
البيت للفرزدق من قصيدة في مدح المطّلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي كان عامل الصدقات لمروان بن الحكم على صدقات طيّىء ، من جهات جبلي أجأ وسلمى ، وقد وقع النحويون في خطأ فاحش عند ما رووه «ليلى» بدل «سلمى» ولم يطلعوا على قصة القصيدة وسبب قولها ، ولم يقرؤوا البيت في سياقه ، فجعلوا ليلى امرأة ، ينفي الفرزدق أن يكون زارها لحبه لها .. والصحيح «وما زرت سلمى» وسلمى أحد جبلي طيّىء ويريد : وما زرت ديار جبل سلمى لأنها حبيبة إليّ ولا لأنّ لي دينا أطلبه ، ولكن :
ولكن أتينا خندفيا كأنه |
|
هلال غيوم زال عنه سحائبه |
والشاهد في البيت : «ولا دين» حيث رويت «دين» بالجرّ. عطفا على محلّ «أن