(٨٨) أكنيه حين أناديه لأكرمه |
|
ولا ألقبّه والسوءة اللّقب |
كذاك أدّبت حتى صار من خلقي |
|
إنّي وجدت ملاك الشيمة الأدب |
.. هذان البيتان في حماسة أبي تمام ، لبعض الفزاريين ، ولم يعيّنه ، يصف حسن عشرته لصاحبه وجليسه فيقول : إذا خاطبته ، خاطبته ، بأحبّ الأسماء إليه وهو الكنية وأعدل عن نبزه ولقبه ، لأني على هذا أدّبت حتى تطبّعت به فصار خلقا ثانيا لي.
وإن كان أصله تخلّقا ، إني وجدت الأدب ملاك الأخلاق ، والملاك اسم لما يملك به الشيء ..
ويروى هذان البيتان في شرح المرزوقي بنصب القافية ، ولا شاهد في البيت الثاني حينئذ. وقد حاول الشارح إيجاد التعليل لهذه الرواية ، فأغرب ، وكانت بعيدة عن الذوق وبخاصة في البيت الأول. [انظر ج ٣ / ١١٤٦].
وفي رواية التبريزي ، بالرفع ، والشاهد في البيت الثاني : .. وإعرابه : كذاك : الكاف في مثل هذا التعبير ، اسم ، بمعنى (مثل) صفة لمصدر محذوف .. واسم الإشارة مضاف إليه .. أو : الكاف جارة لمحل اسم الإشارة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف يقع نعتا لمصدر محذوف ، يقع مفعولا مطلقا لـ «أدبت». والتقدير : تأديبا مثل هذا التأديب أدبت.
صار : فعل ناقص. وفي اسمها روايتان : الأولى : ضمير مستتر ـ (ومن خلقي) الجار والمجرور خبرها. وعلى هذا تكون رواية الشطر الثاني بكسر همزة إنّ في أوله ، على الابتداء. والرواية الثانية : من خلقي : خبرها مقدم. و «أني» ـ بفتح الهمزة ـ واسمها وخبرها مصدر مؤول اسم صار.
(وجدت ملاك الشيمة الأدب) ، وفيها الشاهد : وجدت : فعل وفاعل ، والفعل أصله ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ... وفي عملها ، وجهان ؛ بل ثلاثة وجوه ، الأول : (ملاك .. الأدب) مبتدأ وخبر سدّا مسدّ مفعولي وجد ، على تقدير لام ابتداء علّقت الفعل عن العمل في لفظي المبتدأ والخبر والأصل : وجدت لملاك الشيمة الأدب ، الثاني : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول ثان لوجد ومفعوله الأول ضمير شأن محذوف وأصل الكلام «وجدته» ، أي : الحال والشأن ، والثالث : وجد ـ فعل ملغى ، والكوفيون