والشاهد : لا أمّ لي ولا أب ، لا : نافية للجنس ، أمّ : اسمها مبني على الفتح.
لي : الجار والمجرور خبرها. (ولا أب) فيه ثلاثة أوجه :
الأول : ولا : الواو : عاطفة ، لا زائدة للتوكيد ، أي توكيد النفي. أب : معطوف على محل لا ، مع اسمها.
الثاني : لا : نافية عاملة عمل ليس .. أب : اسمها.
الثالث : لا : مهملة غير عاملة. أب : مبتدأ ...
فهذه الوجوه الثلاثة يخرج عليها رفع الاسم الواقع بعد «لا» الثانية إذا كان الاسم الواقع بعد «لا» الأولى ، مفتوحا. [شذور الذهب / ٨٦ ، والأشموني ج ٢ / ٩] والخزانة / ٤ / ٣٧ وهو في قطعة منها الشاهد رقم (٥٨) في حرف الباء ، ومنها البيت المشهور :
وإذا تكون كريهة أدعى لها |
|
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب |
(٦٥) فإني وقفت اليوم والأمس قبله |
|
بابك حتى كادت الشمس تغرب |
البيت للشاعر نصيب بن رباح الأموي. والشاهد فيه : «الأمس». فإن الظرف في اللفظ قد دخلت عليه «أل» وليس في العرب من يبنيه في هذه الحال. وذلك لأنّ أل من خصائص الأسماء ، فوجودها في الكلمة مبعد من شبهها بالحرف الذي هو علّة البناء .. وقد وردت الكلمة في البيت بروايتين : الأولى «بالفتح» وهذه لا إشكال فيها ، فيكون معربا منصوبا معطوفا على ما قبله .. والثانية : بالكسر وهي محلّ إشكال : وخرّجها العلماء على أحد وجهين : الأول : البناء .. باعتبار «أل» زائدة غير معرّفة. والثاني : أنه معرب ، وإنما جرّه بالتوهم ، على أنه وضع «في» قبل اليوم. [الإنصاف / ٣٢٠ ، وشرح المفصل / ٢ / ٢٦٠ ، والشذور / ١٠١ ، والهمع / ١ / ٢٠٩].
(٦٦) ربّه فتية دعوت إلى ما |
|
يورث المجد دائبا فأجابوا |
.. البيت غير منسوب ، وقد أنشده ابن هشام في الشذور ..
ربّه : ربّ : حرف جر شبيه بالزائد ، والهاء : في محل رفع بالابتداء. فتية : تمييز للضمير. وجملة (دعوت) خبر المبتدأ.