.. وشاهده : «أثنت عليك الحقائب». فإنه قد أثبت للحقائب ثناء ، والحقائب لا تتكلم بلسان المقال ، وإنما كلامها بلسان الحال ، والمراد أن ما في الحقائب يحدث بلسان الحال عن جودك وكرمك إذا سكت المعطون .. وهو من شواهد (الشذور). على أن الكلام منه ما هو لفظي ، ومنه ما هو لغويّ. [شذور الذهب ص ٣٠].
(٦٣) إنّ الشباب الذي مجد عواقبه |
|
فيه نلذّ ولا لذّات للشّيب |
.. هذا البيت للشاعر سلامة بن جندل السعدي .. شاعر جاهلي ، والبيت من قصيدة في المفضليات مطلعها :
أودى الشباب حميدا ذو التّعاجيب |
|
أودى وذلك شأو غير مطلوب |
.. يقول في بيت الشاهد : إذا تعقبت أمور الشباب وجدت في عواقبه العزّ وإدراك الثأر والرحلة في المكارم ، وليس في الشيب ما ينتفع به ، إنما فيه الهرم والعلل.
والشاهد فيه : قوله «لا لذات» فهو جمع مؤنث سالم وقد وقع اسما للا النافية للجنس ، ووردت فيه روايتان ، الأولى بالفتح ، والثانية بالكسر ، فيدل مجموع هاتين الروايتين على أنّ جمع المؤنث السالم إذا وقع اسما لـ (لا) جاز فيه أمران البناء على الفتح ، والبناء على الكسر نيابة عن الفتحة ، كما هو الحال حين يكون معربا منصوبا ...
وقوله : (مجد عواقبه) : مجد : خبر مقدم. وعواقبه : مبتدأ مؤخر. [شذور الذهب ص ٨٥ والهمع / ١٤٦ ، والدرر / ١ / ١٢٦ ، والخزانة ج ٤ / ٢٧].
(٦٤) هذا لعمركم الصّغار بعينه |
|
لا أمّ لي ـ إن كان ذاك ـ ولا أب |
.. ينسب البيت ، لهمّام بن مرّة ، وينسب لضمرة بن ضمرة بن قطن ، وينسب لغيرهما.
.. هذا : مبتدأ. الصغار : خبره مرفوع ، لأنه لا يشير إلى الصغار ، والصغار خبر لأنه يريد الإخبار عن معنى الصغار .. لعمركم : اللام للابتداء ، وعمر : مبتدأ خبره محذوف وجوبا. والكاف مضاف إليه.
وقوله : (إن كان ذاك) كان : تامة فعل الشرط. وذاك : اسم اشارة فاعل.