(٥٨) لم تتلفّع بفضل مئزرها |
|
دعد ولم تسق دعد في العلب |
.. البيت منسوب إلى جرير ، وإلى عبيد الله بن قيس الرقيات ، وهو من شواهد سيبويه / ٢ / ٢٢.
.. ومعنى : تتلفع : تتقنّع. والعلب : جمع علبة ، وعاء من جلد يشرب فيه الأعراب ، يصف هذه المرأة بأنها حضريّة رقيقة العيش ، فهي لا تلبس لباس الأعراب ، ولا تتغذى غذاءهم ..
والشاهد : (دعد) علم مؤنث ثلاثي ساكن الوسط غير أعجمي ، وقد أتى به الشاعر منونا في أول الشطر الثاني ، وغير منون بعده ، فدل ذلك على جواز صرفه وعدمه ولكن هذا شعر ويجوز للشاعر صرف الممنوع ، ومنع المصروف. [وشرح المفصل / ١ / ١٧٠].
(٥٩) عجب لتلك قضية وإقامتي |
|
فيكم على تلك القضية أعجب |
.. البيت منسوب إلى ثلاثة شعراء ، ولم يتفقوا على واحد منهم ، ونسبه سيبويه لرجل من مذحج ولم يعينه. والشاهد فيه : كلمة «عجب» فهي نكرة دلت على معنى التعجب ، ولذلك جاز الابتداء بها ، وكان ذلك مسوّغا لها .. وأما خبرها فهو الجار والمجرور بعدها ، أو خبره محذوف ، وقضية : حال من اسم الاشارة.
وفيه أقوال أخرى فانظر [الخزانة / ٢ / ٣٤ ، وسيبويه / ١ / ١٦١ ، وشرح المفصل ج ١ / ١١٤ ، والهمع / ١ / ١٩١ ، والدرر / ١ / ١٦٤ ، والأشموني / ٢ / ١٨٨] ، ويروى البيت للشاعر هنيّ بن أحمر ، وهو جاهلي ، وله أبيات في المؤتلف ص ٣٨ ، على الوزن والقافية. وقد ظنّ هارون أنّ البيت فيها ، وليس كذلك وهو في قطعة أوردها البغدادي في الخزانة ج ٢ / ٣٧ ومنها البيت المشهور :
وإذا تكون كريهة أدعى لها |
|
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب |
(٦٠) لك الخير علّلنا بها علّ ساعة |
|
تمرّ وسهواء من الليل يذهب |
.. البيت للعجير السلولي .. والسهواء : بفتح السين ممدودا ، ساعة من الليل وصدر منه .. والشاهد في «علّ ساعة» فإن استعمال (عل) في معنى لعلّ ، دليل عند البصريين على أنّ اللام الأولى زائدة ، [الإنصاف ص ٢٢٠].