النحويين ، ويرى ابن مالك صحة توكيد النكرة إن أفاد توكيدها ، وتحصل الفائدة بأن تكون النكرة محدودة والتوكيد من ألفاظ الإحاطة ... و «حول» هنا ، نكرة محدودة ، لها أول وآخر معروفان ، والتوكيد من ألفاظ الإحاطة وهو «كلّه» ... ، وقصة الأبيات في معجم البلدان (أحزاب) شذور الذهب ، والأشموني / ٣ / ٧٧ ، والإنصاف / ٤٥١ ، وشرح المفصل / ٣ / ٣٥ ، والأشموني ج ٣ / ٦٦ ، ويروى في كتب النحو (رجب) بالضم والصواب ما أثبت.
(٥٦) أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا |
|
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا |
.. هذا البيت من كلام طالب بن أبي طالب ، أخي علي بن أبي طالب ، من قصيدة ، يمدح فيها رسول الله ، ويبكي على أصحاب القليب ، أوردها ابن هشام في السيرة.
... والشاهد فيه : أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا ، فإن قوله «عبد شمس» عطف بيان على قوله : أخوينا ، ولا يجوز أن يكون بدلا منه ، لأنه لو كان بدلا لكان حكمه وحكم المعطوف بالواو عليه واحدا ، واستلزم أن يكون كل واحد منهما كالمنادى المستقل ، لأن البدل من المنادى يعامل معاملة نداء مستقل ، لكونه على نية تكرار العامل الذي هو هنا حرف النداء ، وهذا يستدعي أن يكون قوله «نوفلا» مبنيا على الضم ، لكونه علما مفردا ، ولكن الرواية وردت بنصبه ، فدلت على أنه لا يكون قوله «عبد شمس» بدلا. وإنما هو عطف بيان .. لكونه عطف عليه بالنصب ، ولو قال «ونوفل» لجاز أن يكون بدلا. [الهمع / ٢ / ١٢١ ، والدرر / ٢ / ١٥٣ ، والأشموني / ٣ / ٨٧].
(٥٧) كأنّ كبرى وصغرى من فقاقعها |
|
حصباء درّ على أرض من الذّهب |
.. هذا البيت لأبي نواس ، يصف فيه الخمر في الكأس .. وقد أورده النحويون لإظهار خطأ أبي نواس في قوله «صغرى وكبرى». لأنهم عدّوا اللفظتين من أفعل التفضيل ، وحقّ أفعل التفضيل إذا كان مجردا من أل والإضافة أن يكون مفردا مذكرا ، مهما يكن أمر الموصوف به ، فكان عليه أن يقول : أصغر ، وأكبر ، من فقاقعها ، أو «كأن الكبرى والصغرى ..» ولكن الشاعر لم يرد معنى التفضيل وإنما أراد معنى الصفة المشبهة ، اي : كأنّ الفقاعة الصغيرة والفقاعة الكبيرة .. والصفة المشبهة تطابق ما تجري عليه .. وعلى هذا ، لم يلحن أبو نواس. [شرح المفصل / ٦ / ١٠٠ ، والأشموني / ٣ / ٤٨ ، والعيني / ٤ / ٥٤].