[مسائل مختلفة في اقتران الخبر بالفاء]
قال ابن مالك : (وقد تدخل على خبر كلّ مضافا إلى غير موصوف ، أو إلى موصوف بغير ما ذكر ، وعلى خبر موصول غير واقع موقع من الشّرطيّة ولا ما أختها ، ولا تدخل على خبر غير ذلك خلافا للأخفش. وتزيلها نواسخ الابتداء إلّا إنّ وأنّ ولكنّ على الأصحّ).
______________________________________________________
ميزة وكرامة ورعاية وخدمة استوجب بها صلته عنك بذلك».
قال ابن أبي الربيع : «فهذا معنى قول أبي عليّ : آذنت بأنّ ما بعدها مستحق للفعل المتقدم أو معناه».
الأمر الرابع :
أورد على قول النحاة أن الخبر يكون مستحقّا بالصلة قوله تعالى : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)(١) فإن هذا المعنى الذي ذكروه لا يتحقق في الآية الشريفة ؛ لأن كون هذه النعم من الله غير مستحق باستقرار نعمه بنا ، وأجيب عن ذلك بجوابين :
الأول : أن السبب أقيم في الآية الشريفة مقام المسبب ؛ فالمعنى في الآية الشريفة :
وما بكم من نعمة فمن الله ، فاشكروا الله عليها ؛ لأنها منه. فأقيم سبب الشكر على النعمة وهو كونها منه مقام المسبب عنه وهو الشكر ، واستغني به عنه.
الثاني : أن هؤلاء قد عرفوا النعمة وجهلوا المنعم ، فنبهوا أن الاستقرار الأول سبب للعلم بالاستقرار الثاني.
قال ناظر الجيش : هذا الكلام يتضمن الإشارة إلى مسائل خمس :
الأولى :
أن الفاء قد تدخل على خبر كل مضافا إلى غير موصوف ، ومثال ذلك قول الأفوه :
٦٦٠ ـ وكلّ قرينة فإلى افتراق |
|
ولكن فرقة تنفي الملاما (٢) |
__________________
(١) سورةالنحل : ٥٣.
(٢) البيت نسب هنا وفي التذييل والتكميل إلى الأفوه الأودي وليس في ديوانه.
ومعناه : كل قرينة تفارق قرينها بالموت ، وفراق الموت لا لوم فيه ؛ لأنه يطوف على كل حي. ـ ـ والشاهد في البيت قوله : وكل قرينة فإلى افتراق ؛ حيث اقترن خبر كل المضافة إلى النكرة غير الموصوفة بالفاء.
والبيت في : التذييل والتكميل (٤ / ١٠٥) وليس في معجم الشواهد.