.................................................................................................
______________________________________________________
لا يلزم ذلك وإن كانت تستعمل أوصافا ؛ لأن الإخبار بها لا يستلزم اشتقاقها ، وإن استعملت نعوتا أو أخبارا ورفعت ما بعدها فإنما ذلك لإجرائها مجرى المشتق.
قال : وقد ذكر المصنف ذلك في باب النعت ؛ فإنه لما قسم النعت إلى مفرد وجملة قسم المفرد إلى مشتق لفاعل أو مفعول ، وإلى جار مجرى المشتق أبدا ، أو جار مجراه في حال دون حال.
فذكر من الجاري أبدا لوزعيّ بمعنى فطن ، وجرشع بمعنى غليظ ، وصمحمح بمعنى شديد ، وشمردل بمعنى طويل (١) [١ / ٣٤٣].
قال الشيخ : «فكذلك تكون ربعة وحزوّر وقفاخر جارية مجرى المشتقّ» انتهى (٢) والذي ذكره الشيخ هو الظاهر والأقرب.
الثالث (٣) :
قسم المصنف الخبر المغاير للمبتدأ لفظا ومعنى أربعة أقسام :
ما دل على التساوي حقيقة كقوله تعالى : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)(٤).
وما دل على التساوي مجازا نحو : «ومجاشع قصب هوت أجوافها».
وما حذف منه مضاف هو الخبر في الأصل ، وأقيم المضاف إليه مقامه نحو قوله تعالى : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ)(٥).
وما يفيد إلحاق عين بمعنى أو معنى بعين نحو : زيد صوم ، ونحو نهار زيد صائم.
والذي ذكره النحاة أن الخبر إما أن يكون هو المبتدأ في المعنى كزيد قائم ، وهذا ـ
__________________
(١) قال ابن مالك في باب النعت (تسهيل الفوائد : ص ١٦٧) :
«فصل : المنعوت به مفرد أو جملة كالموصول بها منعوتها نكرة أو معرف بأل الجنسية ، والمفرد : مشتق لفاعل أو مفعول أو جار مجراه أبدا أو في حال دون حال.
فالجاري أبدا : كلوزعي وجرشع وصمحمح وشمردل ، وذي بمعنى صاحب وفروعه وأولي وأولات ، وأسماء النسب المقصود.
والجاري في حال دون حال : مطرد وغير مطرد ، فالمطرد : أسماء الإشارة غير المكانية ، وذو الموصولة وفروعها ، ورجل بمعنى كامل ، وأي وكل وجد وحق مضافات إلى اسم جنس مكمل معناه للمنعوت.
وغير المطرد : النعت بالمصدر والعدد .. إلخ.
(٢) التذييل والتكميل (٤ / ٩).
(٣) كلمات الأول والثاني والثالث ساقطة من نسخة الأصل.
(٤) سورةالأحزاب : ٦.
(٥) سورةآل عمران : ١٦٣.