.................................................................................................
______________________________________________________
وشهر مرعى والبيت الذي أنشده فليس في المعطوف مسوغ يصحح ابتدائيته ، بل المعطوف والمعطوف عليه سواء إلا أن يقول المصنف : مطلق العطف كاف ، فيكون مسوغا ابتدائية المعطوف عليه والمعطوف. وهو بعيد في النظر وإنما المسوغ لهذين المثالين التفصيل كما سيأتي.
السادس : كونها مقصودا بها العموم ، كقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه :
تمرة خير من جرادة ، ومن قول بعض العرب : خبأة خير من يفعة سوء (١).
السابع : كونها مقصودا بها الإبهام ، نحو : ما أحسن زيدا.
الثامن : كونها تالية استفهام نحو : أرجل في الدّار؟
التاسع : كونها تالية نفي نحو : ما رجل في الدّار.
العاشر : كونها تالية لو لا نحو قول الشاعر :
٥٧٨ ـ لو لا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة |
|
حين استقلت مطاياهنّ للظّعن (٢) |
الحادي عشر : كونها تالية واو الحال نحو قول الشاعر :
٥٧٩ ـ عرضنا فسلّمنا فسلّم كارها |
|
علينا وتبريح من الوجد خانقه (٣) |
__________________
(١) من أمثال العرب وأصله في مجمع الأمثال : (١ / ٤٢٩) : خبأة صدق خير من يفعة سوء والخبأة :
المرأة التي تطلع ثم تختبئ. ويقال : غلام يافع ويفعة وغلمان يفعة في الجمع ، ومعناه : جارية خفرة خير من غلام سوء. والمثل يضرب للرجل يكون خامل الذكر ، فيقال : لأن يكون كذلك خير من أن يكون مشهورا مرتفعا في الشر.
(٢) البيت من بحر البسيط مجهول القائل.
اللغة : أودى : هلك. المقة : المحبة. استقلّت : نهضت وقامت. مطاياهنّ : ركائبهن. للظّعن : للسير والرحيل.
والبيت في الغزل : يقول صاحب لو لا الصبر وتحمل العاشق لهلك عند فراق أحبابه.
وشاهده : الابتداء بالنكرة لوقوعها بعد لو لا.
وكان وقوع النكرة مسوغا للابتداء بها بعد لو لا ؛ لأنها تستدعي جوابا يكون معلقا على جملة الشرط التي يقع المبتدأ نكرة فيها ، فيكون ذلك سببا في تقليل شيوع النكرة.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٢٩٤) والتذييل والتكميل : (٣ / ٣٢٨) ومعجم الشواهد : (ص ٤٠١).
(٣) البيت من بحر الطويل ، وهو لعبد الله بن الدمينة الخثعمي ، وفيه يتكلم عن قيّم النساء والمحامي دونهن ، وبعده :
فسايرته مقدار ميل وليتني |
|
بكرهي له ما دام حيّا أرافقه |
انظر البيت وغيره في شرح ديوان الحماسة (٣ / ١٢٦٣) وكذلك في أمالي القالي (١ / ١٩٤).