[مسألة ضربي زيدا قائما وبقية الحديث فيها]
قال ابن مالك : (والخبر الّذي سدّت مسدّه مصدر مضاف إلى صاحبها لا زمان مضافا إلى فعله ؛ وفاقا للأخفش).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : فاعل سدت ضمير عائد على الحال التي أغنت عن الخبر في : ضربي زيدا قائما ونحوه.
قال المصنف : والغرض من هذا الكلام ما هو أولى الوجوه في هذه المسألة ، وينبغي أولا أن يعلم أن فيها ستة أوجه (١) :
أحدها : أن يكون التقدير : ضربي زيدا إذا كان قائما ، وهذا هو المشهور عند البصريين.
الثاني : أن يكون التقدير : ضربي زيدا ضربه قائما ، وهذا مذهب الأخفش.
الثالث : أن يكون فاعل المصدر مغنيا عن الخبر ، كما أغنى عنه فاعل الوصف نحو : أقائم الزيدان.
الرابع : أن تكون الحال مغنية عن الخبر لشبهها بالظرف كما أغنى الظرف عنه.
الخامس : أن تكون الحال منصوبة بالمصدر ، وقد حذفت الخبر حذفا لأجل الاستطالة كما حذف عند أبي علي الخبر في قولهم : أوّل ما أقول إنّي أحمد الله بالكسر ، والتقدير عنده : أول ما أقول إني أحمد الله ثابت (٢) ، وكذلك يكون التقدير في المسألة المشار اليها : ضربي زيدا قائما ثابت.
السادس : أن يكون ضربي فاعل ثبت مضمرا ويكون المسوغ لتقديره أولا كالمسوغ لتقدير ثابت آخرا.
وأجود هذه الأحوال الأول والثاني ، إلا أن الثاني أقل حذفا مع صحة المعنى ، إنه لم يحذف فيه إلا خبر مضافا إلى مفرد ، والأول حذف فيه خبر ، ثم نائب عن الخبر ـ
__________________
(١) شرح التسهيل (١ / ٢٨٠ ـ ٢٨١).
(٢) قال أبو علي في الإيضاح (ص ١٦٣): «تقول : أول ما أقول إني أحمد الله فتكسر الهمزة من إني وتفتحها ؛ فإذا كسرتها كان قولك : أول ما أقول مبتدأ محذوف الخبر تقديره : أول قولي إني أحمد الله ثابت أو موجود ، وإذا فتحت الهمزة من إني كان التقدير : أول قولي إني أحمد الله كأنه قال : أول قولي الحمد لله. وجاز لأن الثّاني هو الأول كما تقول : أول شأني إنّي خارج ، فتفتح لأنّ الخروج شأن وأمر».