.................................................................................................
______________________________________________________
انفراده ؛ ولو قلت : أنت مالك لم يصح ، ولا على الضمير المستتر في أعلم لوجوه :
منها : أن استتاره غير مؤكد.
ومنها : أن أفعل التفضيل لا يرفع الظاهر إذا وليه ، فكذلك إذا عطف على مضمر رفعه.
قال (١) : «واذا استحالت هذه الأوجه كان معطوفا على أنت ، لا على ذلك الوجه ، بل هو بمنزلة شاة ودرهم ، يعني إذا قلت : الشاة شاة ودرهم كان الشّاة مبتدأ ، وشاة مبتدأ ودرهم خبره ، والجملة خبر الأول».
قال الشيخ (٢) : وذهب أبو بكر بن طاهر إلى أنه معطوف ؛ لأن الأصل بمالك فوضعت الواو موضع الباء فعطفت على ما قبلها ورفعت ما بعدها في اللّفظ وهو بمعنى الباء متعلقة بأعلم. قال (٣) :
وهذا أقرب لتفسير كلام سيبويه ؛ لأنه قال في الواو : يعمل فيما بعدها المبتدأ (٤) ؛ يريد أنك تعطفه على أعلم فيعمل فيه ما عمل في أعلم وهو المبتدأ.
وكما اختلفوا في : كل رجل وضيعته : هل يقدر فيه خبر أو لا ، اختلفوا في قولهم : حسبك ينم النّاس ؛ فذهب جماعة إلى أنه مبتدأ لا خبر له ؛ لأن معناه اكفف ؛ وهو اختيار أبي بكر بن طاهر (٥). وقيل : الخبر محذوف ، التقدير : حسبك السكوت ينم الناس ، وهذا على قول من قال : «إنّ الحركة في حسبك حركة إعراب» وهو قول الجمهور.
وحكى أبو زرعة (٦) وهو أحد أصحاب المازني أن أبا عمرو بن العلاء قال : ـ
__________________
(١) القائل هو أبو القاسم بن القاسم.
(٢) التذييل والتكميل (٣ / ٢٨٦).
(٣) القائل هو أبو حيان في سفره السابق.
(٤) كتاب سيبويه : (١ / ٣٠١). ونصه : لأنّ الواو يعمل فيما بعدها ما عمل في الاسم الّذي تعطفه عليه.
(٥) التذييل والتكميل (٣ / ٢٨٦) ، والهمع (١ / ١٠٥).
(٦) هو أبو يعلي محمد بن أبي زرعة الباهلي النحوي ولد سنة (٢٥٧ ه)، أحد أصحاب المازني. قال عنه الزبيدي بعد ذكر طبقة المازني :
ثم برع بعد هذه الطبقة محمد بن يزيد المبرد وأبو يعلى بن أبي زرعة.
وقال عنه الفارسي : كان أبو يعلي أحذق من المبرّد ، وإنّما قلّ عنه لأنه عوجل.
له نكت على كتاب سيبويه (انظر ترجمته في : بغية الوعاة ١ / ١٠٤).