.................................................................................................
______________________________________________________
مزيد عليها وعلى ما يليها في حصول الفائدة ، كذلك لا يحتاج إليه في اللفظ مع الواو ومصحوبها» انتهى.
وينبغي أن يعلم أن وجوب الحذف هنا لم يدخل تحت الضابط المتقدم ، وهو أن يسد غيره مسده ؛ لأن الساد مسد الشيء يحل محل ذلك الشيء ، ولا شك أن المذكور بعد الواو من تمام المبتدأ ؛ إذ هو معطوف عليه والخبر مقدر بعده ، فلم تكن الواو وما بعدها سدا مسده ، وإنما هذا الكلام محمول على معناه. ولهذا قال المصنف (١) :
لأن الواو وما بعدها قاما مقام مع وما ينجر بها مع ظهور المعنى.
وقدر ابن أبي الربيع (٢) ـ في مثل : كل رجل وضيعته ـ خبرين محذوفين ، وجعل الكلام جملتين فقال : «التّقدير : كلّ رجل مع ضيعته وضيعته معه ؛ فحذف من الأول ما دلّ الثّاني عليه ومن الثّاني ما دلّ الأول عليه» وهو خلاف الظاهر ، ولا دليل عليه.
قال ابن أبي الربيع أيضا (٣) : «ومما يجري في الاستغناء هذا المجرى : أنت أعلم وربّك ، والتقدير : أنت أعلم بربّك وربّك أعلم بك» فجعل خبر المعطوف على المبتدأ محذوفا لدلالة خبر الأول عليه ، وهو ظاهر ، بخلاف ما قدره في : كل رجل وضيعته.
وأما أنت أعلم ومالك فنقل الشيخ (٤) عن أبي القاسم بن القاسم (٥) أنه لا يصح عطف مالك على أنت على حد : أنت أعلم وزيد ؛ لأنك تضمر له خبرا كخبر المعطوف عليه ، والمال لا يعلم ، ولا على أعلم لأن المعطوف على الخبر خبر يصح ـ
__________________
(١) المرجع السابق.
(٢) انظر لقطة رقم : (٣٧) من شرح الإيضاح لابن أبي الربيع ، ويسمى بالملخص لابن أبي الربيع (ميكروفيلم بمعهد المخطوطات رقم (٢٢٠) مصنف غير مفهرس نحو).
(٣) المرجع السابق.
(٤) التذييل والتكميل (٣ / ٢٨٥).
(٥) هو القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور أبو محمد الواسطي النحوي اللغوي ، ولد سنة (٥٥٠ ه) ، كان أديبا فاضلا ، وكان نحويّا لغويّا ، قرأ النحو على مصدق بن شبيب واللغة على هبة الله بن أيوب.
أقام بحلب يفيد النحو واللغة وفنون العلم وتوفي سنة (٦٢٦ ه).
مصنفاته : شرح اللمع ، شرح التصريف الملوكي ، شرح المقامات على حروف المعجم (ترجمته في : بغية الوعاة ٢ / ٢٦٠).