.................................................................................................
______________________________________________________
للعمل في الأبواب ؛ لأنهما لا يمنعان الصلاحية ، وإنما منعا ذلك للخلو من الضمير.
ثم قال المصنف ـ بعد كلامه الذي تقدم نقله ـ : وقد منع التعويض بعض المتأخرين ، وقال : لو كان حرف التعريف عوضا عن الضمير لم يجتمعا ، إذ اجتماع العوض والمعوض عنه ممتنع. وقد اجتمعا في قول طرفة :
٥٢٩ ـ رحيب قطاب الجيب منها رقيقة |
|
بجسّ النّدامى بضّة المتجرّد (١) |
والجواب من وجهين :
أحدهما : أن نقول (٢) : لا نسلم أن حرف التعريف الذي في البيت عوض ، بل جيء به لمجرد التعريف ، فجمع بينه وبين الضمير ؛ إذ لا محذور في ذلك، ونظير هذا أن التاء في وجهة لمجرد التأنيث بخلاف تاء جهة (٣).
الثاني : أن نقول : سلمنا كون حرف التعريف الذي في البيت عوضا إلا أنه جمع بينه وبين ما هو عوض منه اضطرارا كما جمع الراجز بين ياء النداء والمعوض عنه في قوله :
٥٣٠ ـ إنّي إذا ما حدث ألمّا |
|
أقول يا اللهمّ يا اللهمّا (٤) |
__________________
(١) البيت من بحر الطويل من معلقة طرفة المشهورة ، وفيه يصف قينة كانت تغنيهم وتسقيهم الخمر ، يقول من بيت سابق :
نداماي بيض كالنّجوم وقينة |
|
تروح علينا بين برد ومجسد |
رحيب قطاب الجيب ... |
الشاهد وبعده :
إذا نحن قلنا اسمعينا انبرت لنا |
|
على رسلها مطروفة لم تشدّد |
ديوان طرفة (ص ١٨١).
اللغة : البرد : ثوب موشى. المجسد : ثوب كصبوغ بالزعفران. رحيب : واسع. قطاب الجيب :
مخرج الرأس من الثوب. بضة المتجرد : ناعم ما يعرى من لحمها وبدنها.
وطرفة يصف قينته بأفحش الأوصاف على عادته وعادة أمثاله من شعراء الجاهلية.
والشاهد فيه : اجتماع العوض وهو الألف واللام في الجيب ، والمعوض عنه وهو الضمير في منها ، وهو قبيح ؛ إذ يقبح أن تقول : زيد حسن العين منه ، وقد أجيب عنه بما ذكر في الشرح.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٢٦٣). ومعجم الشواهد (ص ١١٣).
(٢) في نسخة (ب) : أن يقال.
(٣) أي فإنها عوض من الواو التي هي فاء الكلمة فإن أصلها وجه.
(٤) البيتان من الرجز المشطور قالهما أمية بن أبي الصلت عند موته. وكان يقولهما أبو خراش وهو يسعى