.................................................................................................
______________________________________________________
الأول أولى ؛ لأن التاء لا يستغنى عنها ، والكاف يستغنى عنها ، وما لا
يستغنى عنه أولى بالفاعلية مما يستغنى عنه ، ولأن التاء محكوم بفاعليتها مع غير
هذا الفعل بإجماع والكاف بخلاف ذلك ؛ فلا يعدل عما ثبت لهما دون دليل.
فلو لم يرد بـ
(أرأيت) معنى أخبرني وجب للتاء والكاف مجتمعين ما يجب لهما منفردين فيقال : أرأيتك
قادرا ، وأرأيتك قادرة ، وأرأيتما كما قادرين ، أرأيتموكم قادرين ، أرأيتنكنّ
قادرات ، كما يقال : أعلمتك قادرا ، وأعلمتما كما قادرين ، وأعلمتموكم قادرين ،
وأعلمتك قادرة ، وأعلمتنكن قادرات. هذا كلام المصنف .
وحاصل الأمر :
أن رأيت التي بمعنى علمت يدخل عليها همزة الاستفهام. ولا شك أنها تتعدى إلى اثنين
؛ فإن لم يضمن معنى فعل آخر واستعملت على أصل موضعها ـ جاز أن يتصل بها الكاف
ضميرا منصوبا ، ويكون مطابقا للضمير المرفوع في إفراد وتذكير وأضدادهما ، وتكون
مفعولا أولا وما بعده مفعولا ثانيا. وقد ذكر المصنف أمثلة ذلك.
وإن ضمنت معنى
أخبرني انسلخ عنها معنى الاستفهام حتى لا تقتضي جوابا حينئذ ، وجاز أن يتصل بها
كاف الخطاب ويجيء فيها العمل الذي ذكره المصنف.
وقد تقدم ذكر
أمثلته ، وقد عرفت المذهبين المذكورين : وهما مذهب البصريين وهو أن التاء فاعلة
والكاف حرف خطاب ، ومذهب الفراء وهو أن الكاف فاعلة والتاء حرف خطاب كما التاء في
أنت. ومستنده أن التاء لما تجردت للخطاب وأفردت له ـ لم يجز أن تكون مرفوعة
لإفرادها ؛ لأن التاء إذا كانت ضميرا لم تفرد مذكرة لمثنى ومجموع ومؤنث. بل تطابق
ما كانت ضميرا له ، فدل ذلك على سلب الاسمية عنها. ولما ظهرت الاسمية في الكاف قال
: إنها المسند إليها الفعل على جهة الفاعلية.
وقد رد المصنف
قول الفراء بما تقدم ذكره ، وقد ذكر أن في المسألة مذهبا ثالثا.
قال الشيخ : وفي محفوظي أنه مذهب الكسائي ، وهو أن الكاف في موضع
ـ
__________________