السياسة وسكت عنها
على مضض واستغفل بذلك خصومه حتى انّ عمر ( رضي الله تعالى عنه ) نفسه صرح بأن
علياً هو ولي كل مؤمن ومؤمنة بنص النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثم ألم يكن من المعقول ان يخشى الإمام على
كرامة حبيبه وأخيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن تنتقض وهي أغلى عنده من كل نفيس ـ إذا جاهر بنصوص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو لم ينس موقف الفاروق من رسول الله
(ص) حين طلب دواة ليكتب كتاباً لا يضلّ الناس بعده أبداً ، فقال عمر : انّ النبي
ليهجر أو قد غلب عليه الوجع ، وقد اعترف فيما بعد لابن عباس انّ رسول الله (ص) كان
يريد ان يعين علياً للخلافة وقد صدّه عن ذلك خوفاً من الفتنة .
وسواء أكان رسول الله (ص) يريد ان يحرّر
حق علي في الخلافة اولا فانّ المهم ان نتأمل موقف عمر من طلبه فهو إذا كان مستعداً
لاتهام النبي (ص) وجهاً لوجه بما ينزهه عنه نص القرآن وضرورة الإسلام خوفاً من
الفتنة فما الذي يمنعه عن إتهام آخر له بعد وفاته مهما تلطفنا في تقديره فلا يقل
عن دعوى انّ رسول الله (ص) لم يصدر عن أمر الله في موضوع الخلافة وانّما استخلف
علياً بوحي من عاطفته بل كان هذا اولى من تلك المعارضة لأن الفتنة التي تقوم بدعوى
على النصّ أشدّ مما كان يترقبه عمر من اضطراب فيما إذا كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد خلف نصاً تحريرياً بامامة علي يعلمه
الجميع.
__________________