سيفه بين السيوف
فكان حرياً به ان تثور حماسته ويزول تهيبه ويضعف الحزب القائم في نظره إذا رأى
صوتاً قوياً يجهر بالثورة فيعيدها جذعة ويحاول اجلاء المهاجرين من المدينة بالسيف
كما أعلن ذلك المتكلم عن لسانه في مجلس السقيفة.
ولا ننسى بعد ذلك الأمويين وتكتلهم
السياسي في سبيل الجاه والسلطان وما كان لهم من نفوذ في مكة في سنواتها الجاهلية
الأخيرة فقد كان أبو سفيان زعيمها في مقاومة الإسلام والحكومة النبويّة وكان عتاب
بن أسيد بن أبي العاص بن أمية أميرها المطاع في تلك الساعة.
واذا تأملنا ما جاء في تاريخ تلك الأيام
من انّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما توفي ووصل
خبره إلى مكة وعامله عليها عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية استخفى عتاب وارتجت
المدينة وكاد اهلها يرتدون فقد لا نقتنع بما يعلل به رجوعهم عن الارتداد من
العقيدة والايمان كما انّي لا أؤمن بأن مرد ذلك التراجع إلى انّهم رأوا في فوز أبي
بكر فوزهم وانتصارهم على أهل المدينة كما ذهب إليه بعض الباحثين لأنّ خلافة أبي
بكر كانت في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأكبر الظن انّ خبر الخلافة جاءهم مع خبر الوفاة بل تعليل القضية في رأيي انّ
الامير الأموي عتاب بن أسيد شاء أن يعرف اللون السياسي الذي اتخذته أسرته في تلك الساعة
فاستخفى واشاع بذلك الاضطراب حتى إذا عرف انّ أبا سفيان قد رضي بعد سخط وانتهى مع
الحاكمين إلى نتائج في صالح البيت الأموي ظهر مرة أخرى للناس واعاد الأمور إلى مجاريها
وعليه فالصلة السياسية بين رجالات الأمويين كانت قائمة في ذلك الحين. وهذا التقدير
يفسر لنا القوة التي تكمن وراء
__________________