خلفائهم وورثتهم به طمعاً بالمادة الزائفة واستبقاء لها في أولادهم وآلهم أو انّهم كانوا قد انتهجوا هذا الطريق ونفذوا الحكم بعدم التوريث ومع ذلك لم يؤثر في التواريخ جميعاً أو أنّ السياسة السائدة يومذاك هي التي انشأت هذا الحكم ؟
٦ ـ ومن جهة أخرى هل يمكننا ان نقبل انّ رسول الله (ص) يجر على أحبّ الناس إليه واقربهم منه البلايا والشدائد وهي التي يغضب لغضبها ويسرّ لسرورها وينقبض لإنقباضها (١) ولم يكن ليكلفه دفع هذه المحن عنها أكثر من اعلامها بحقيقة الأمر لئلا تطلب ما ليس لها بحقّ وكأنّ رسول الله (ص) لذ له ان ترزي ابنته ثم تتّسع هذه الرزيّة فتكون أداة اختلاف وصخب بين المسلمين عامّة وهو الذي أرسل رحمة للعالمين فبقي مصرّاً على كتمان الخبر عنها مع الاسرار به إلى أبي بكر.
* * *
١ ـ لأجل ان نلقي نظرة على الحديث من الناحية المعنويّة بعد الملاحظات التي أسلفناها نقسم الصيغة التي جاءت في رواية الموضوع إلى قسمين : ـ
( الأول ) ما جاء في بعضها من انّ أبا بكر بكى لما كلّمته فاطمة ثم قال يا بنت رسول الله والله ما ورث أبوك ديناراً ولا درهماً وانّه قال : انّ الأنبياء لا يورثون وما ورد في حديث الخطبة من قوله : انّي سمعت رسول الله (ص) يقول : انّا معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضّة ولا ارضاً ولا عقاراً ولا داراً لكنّما نورث الإيمان والحكمة والعلم والسنّة.
( الثاني ) التعبير الذي تنقله عدة اخبار عن الخليفة وهو ما رواه عن رسول الله (ص) من انا لا نورث ما تركناه صدقة.
__________________
(١) هذه صيغ أحاديث متعددة وردت في الصحاح عن النبي.