وأخرى عاديّة البروز بحرف عادي متوسّط.
الجانب الثاني : في ترتيب الأحكام :
ثم إنّه بعد هذا كلّه التزم بقاعدة معيّنة في ترتيب الأحكام ، حيث ابتدأ بالواجب في كلّ قسم ، فأتبعه بالندب ، وبعده بالمكروه ، وأخيرا بالمحرّم إن وجد.
وقد صرّح بهذه القاعدة في كتابه «المعتبر في شرح المختصر» وهو في صدد بيان سبب تأخيره لحكم الجنب والحائض اللذين يحضرا الميت ـ وهو مكروه ـ حيث قال : «وإنّما أخّرنا هذا الحكم وهو متقدّم في الترتيب ، لما وضعنا عليه قاعدة الكتاب من البدأة في كلّ قسم بالواجب واتباعه بالندب وتأخّر المكروه ، فاقتضى ذلك تأخير هذا الحكم» (١).
وختاما : لهذا البحث الذي هو مقدّمة لشرح الكتاب الذي نحن بصدده وهو «مصباح الفقيه» وكذا شرح بعض أحوال مصنّفه العظيم ، فنبدأ أوّلا بذكر مصنّفه ، ثمّ نتبعه بشرح الكتاب والله الموفّق للسداد ، إنّه نعم المولى ونعم النصير.
المصنّف في سطور
هو العالم الجليل والشيخ الفقيه ، قدوة الأعلام آية الله في
__________________
(١) شرائع الإسلام ـ المقدّمة ـ : ن ، طبعة دار الإضواء بيروت.