ومن انفتح مع الألف قول الشاعر :
(١١) ـ
أعرف منها الجيد والعينانا |
|
ومنخرين أشبها ظبيانا |
__________________
والخامس : أنها عوض عن الحركة والتنوين فيما كان التنوين والحركة فى مفرده كمحمد وعلى ، وعن الحركة فقط فيما لا تنوين فى مفرده كزينب وفاطمة ، وعن التنوين فقط فيما لا حركة فى مفرده كالقاضى والفتى ؛ ولبست عوضا عن شىء منهما فيما لا حركة ولا تنوين فى مفرده كالحبلى ، وعليه ابن جنى ، والسادس : أنها زيدت فرقا بين نصب المفرد ورفع المثنى ، إذ لو حذفت النون من قولك «عليان» لأشكل عليك أمره ، فلم تدر أهو مفرد منصوب أم مثنى مرفوع ، وعلى هذا الفراء ، والسابع : أنها نفس التنوين حرك للتخلص من التقاء الساكنين
ثم المشهور الكثير أن هذه النون مكسورة فى المثنى مفتوحة فى الجمع ، فأما مجرد حركتها فيهما فلأجل التخلص من التقاء الساكنين ، وأما المخالفة بينهما فلتميز كل واحد من الآخر ، وأما فتحها فى الجمع فلأن الجمع ثقيل لدلالته على العدد الكثير والمثنى خفيف ، فقصدت المعادلة بينهما ؛ لئلا يجتمع ثقيلان فى كلمة ، وورد العكس فى الموضعين وهو فتحها مع المثنى وكسرها مع الجمع ؛ ضرورة لا لغة ، وقيل : ذلك خاص بحالة الياء فيهما ، وقيل لا ، بل مع الألف والواو أيضا.
وذكر الشيبانى وابن جنى أن من العرب من يضم النون فى المثنى ، وعلى هذا ينشدون قول الشاعر :
يا أبتا أرّقنى القذّان |
|
فالنّوم لا تطعمه العينان |
وهذا إنما يجىء مع الألف ، لا مع الياء.
وسمع تشديد نون المثنى فى تثنية اسم الإشارة والموصول فقط ، وقد قرىء بالتشديد فى قوله تعالى : (فَذانِكَ بُرْهانانِ) وقوله : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها) وقوله : (إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ) وقوله سبحانه : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ).
١١ ـ البيت لرجل من ضبة كما قال المفضل ، وزعم العينى أنه لا يعرف قائله ، وقيل : هو لرؤبة ، والصحيح الأول ، وهو من رجز أوله :
إنّ لسلمى عندنا ديوانا |
|
يخزى فلانا وابنه فلانا |
كانت عجوزا عمّرت زمانا |
|
وهى ترى سيّئها إحسانا |