وأفهم كلام المصنف أن غير «كاد ، وأوشك» من أفعال هذا الباب لم يرد منه المضارع ولا اسم الفاعل ، وحكى غيره خلاف ذلك ؛ فحكى صاحب
__________________
طويلة يقولها فى رثاء عبد العزيز بن مروان أبى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموى العادل ؛ وقبل بيت الشاهد قوله :
وكدت وقد سالت من العين عبرة |
|
سها عاند منها وأسبل عاند |
قذيت بها والعين سهو دموعها |
|
وعوّارها فى بان الجفن زائد |
فإن تركت للكحل لم يترك البكى |
|
وتشرى إذا ما حثحثتها المراود |
اللغة : «سها عاند» يقال : عرق عاند ، إذا سال فلم يكد يرقأ ، وسئل ابن عباس عن المستحاضة فقال : إنه عرق عاند «قذيت بها» أصابنى القذى بسببها «سهو دموعها» ساكنة لينة «عوارها» قذاها «تشرى» تلح «حثحثتها» حركتها «المراود» جمع مرود ـ بزنة منبر ـ وهو ما يحمل به الكحل إلى العين «أسى» حزنا وشدة لوعة «الرجام» بالراء المهملة المكسورة والجيم ـ موضع بعينه ، ويصحفه جماعة بالزاى والحاء المهملة.
الإعراب : «أموت» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «أسى» مفعول لأجله ، ويجوز أن يكون حالا بتقدير «آسيا» أى حزينا «يوم» منصوب على الظرفية الزمانية ، وناصبه «أموت» ويوم مضاف و «الرجام» مضاف إليه «وإننى» إن : حرف توكيد ونصب ، والياء اسمها «يقينا» مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أوقن يقينا «لرهن» اللام مؤكدة ، ورهن : خبر إن «بالذى» جار ومجرور متعلق برهن «أنا» مبتدأ «كائد» خبره ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب بفعل محذوف تقع جملته فى محل نصب خبرا لكائد من حيث نقصانه ، واسمه ضمير مستتر فيه ، وتقدير الكلام : بالذى أنا كائد ألقاه ، مثلا.
الشاهد فيه : قوله «كائد» بهمزة بعد ألف فاعل منقلبة عن واو ـ حيث استعمل الشاعر اسم الفاعل من «كاد» هذا توجيه كلام الشارح العلامة ، وقد تبع فيه قوما من النحاة ، وقيل : إن الصواب فى الرواية «كابد» بالباء الموحدة من المكابدة ، فلا شاهد فيه.