قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ابن عقيل [ ج ١ ]

شرح ابن عقيل

شرح ابن عقيل [ ج ١ ]

تحمیل

شرح ابن عقيل [ ج ١ ]

612/686
*

(١٧١) ـ

ولا ينطق الفحشاء من كان منهم

إذا جلسوا منّا ولا من سوائنا

__________________

١٧١ ـ البيت للمرار بن سلامة العقيلى ، وهو من شواهد سيبويه ، وقد أنشده فى كتابه مرتين : إحداهما فى (١ / ٣) ونسبه للمرار بن سلامة ، والثانية فى (١ / ٣٠٢) ونسبه لرجل من الأنصار ، ولم يعينه.

اللغة : «الفحشاء» الشىء القبيح ، وتقول : أفحش الرجل فى كلامه ، وفحش تفحيشا ، وتفحش ، إذا أردت أنه يتكلم بقبيح الكلام.

الإعراب : «لا» نافية «ينطق» فعل مضارع «الفحشاء» منصوب على نزع الخافض «من» اسم موصول فاعل ينطق «كان» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة «منهم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان ، والجملة من كان ومعموليها لا محل لها من الإعراب صلة «إذا» ظرفية «جلسوا» فعل وفاعل. والجملة فى محل جر بإضافة إذا إليها «منا» جار ومجرور متعلق بجلسوا ، ومن الجارة هنا بمعنى مع «ولا» الواو عاطفة ، لا : نافية «من سوائنا» الجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور السابق ، وسواء مضاف والضمير مضاف إليه ، وقيل : منا ومن سوائنا يتعلقان بقوله ينطق ، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام ، والتقدير : إذا جلسوا فلا ينطق الفحشاء ـ إلخ.

الشاهد فيه : قوله «من سوائنا» حيث خرجت فيه سواء عن الظرفية ، واستعملت مجرورة بمن ، متأثرة به ، وهو عند سيبويه وأتباعه من ضرورات الشعر.

قال الأعلم فى شرح شواهد سيبويه عند الكلام على هذا البيت : «أراد غيرنا ، فوضع سواء موضع غير ضرورة ، وكان ينبغى ألا يدخل من عليها ؛ لأنها لا تستعمل فى الكلام إلا ظرفا ، ولكنه جعلها بمنزلة غير فى دخول من عليها ؛ لأن معناها كمعناها» اه

ومثل هذا البيت ـ فى استعمال سوى مجروره للضروره ـ قول الأعشى ميمون بن قيس :

تجانف عن جوّ اليمامة ناقتى

وما عدلت عن أهلها لسوائكا

وقول عثمان بن صمصامة الجعدى :

على نعمنا ، لا نعم قوم سوائنا ،

هى الهمّ والأحلام لو يقع الحلم