ومثال «جعل» قوله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)
وقيّد المصنف «جعل» بكونها بمعنى اعتقد احترازا من «جعل» التى بمعنى «صيّر» فإنها من أفعال التحويل ، لا من أفعال القلوب.
ومثال «هب» قوله :
(١٢٦) ـ
فقلت : أجرنى أبا مالك ، |
|
وإلّا فهبنى امرأ هالكا |
__________________
واعلم أيضا أن «حجا» تأتى بمعنى غلب فى المحاجاة ، وهى : أن تلقى على مخاطبك كلمة يخالف لفظها معناها ، وتسمى الكلمة أحجية وأدعية ، وتأنى حجا أيضا بمعنى قصد ، ومنه قول الأخطل :
حجونا بنى النّعمان إذ عصّ ملكهم |
|
وقبل بنى النّعمان حاربنا عمرو |
(عص ملكهم : أى صلب واشتد) وتأتى أيضا بمعنى أقام ، ومنه قول عمارة ابن يمن :
* حيث تحجّى مطرق بالفالق*
وقول العجاج.
فهنّ يعكفن به إذا حجا |
|
عكف النّبيط يلعبون الفنزجا |
والتى بمعنى غلب فى المحاجاة أو قصد تتعدى إلى مفعول واحد ، والتى بمعنى أقام فى المكان لا تتعدى بنفسها ، وإنما تتعدى بالباء ، كما رأيت فى الشواهد.
١٢٦ ـ البيت لابن همام السلولى.
اللغة : «أجرنى» اتخذنى لك جارا تدفع عنه وتحميه ، هذا أصله ، ثم أريد منه لازم ذلك ، وهو الغياث والدفاع والحماية «أبا مالك» يروى فى مكانه «أبا خالد» «هبنى» أى عدنى واحسبنى.
المعنى : فقلت أغثنى يا أبا مالك ؛ فإن لم تفعل فظن أنى رجل من الهالكين.
الإعراب : «فقلت» فعل وفاعل «أجرنى» أجر : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به لأجر «أبا» منادى