..................................................................................
__________________
الإعراب : «إن» شرطية «تزعمينى» فعل مضارع فعل الشرط ، مجزوم بحذف النون ، وياء المخاطبة فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم مفعول أول «كنت» كان : فعل ماض ناقص ، والتاء اسمه «أجهل» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة من أجهل وفاعله فى محل نصب خبر كان ، والجملة من «كان» واسمها وخبرها فى محل نصب مفعول ثان لنزعم «فيكم» جار ومجرور متعلق بأجهل «فإنى» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، إن : حرف توكيد ونصب ، والباء اسمها «شريت» فعل وفاعل ، والجملة من شرى وفاعله فى محل رفع خبر «إن» والجملة من إن ومعموليها فى محل جزم جواب الشرط «الحلم» مفعول به لشريت «بعدك» بعد : ظرف متعلق بشريت ، وبعد مضاف والكاف ضمير المخاطبة مضاف إليه «بالجهل» جار ومجرور متعلق بشريت.
الشاهد فيه : قوله «تزعمينى كنت أجهل» حيث استعمل المضارع من «زعم» بمعنى فعل الرجحان ، ونصب به مفعولين ؛ أحدهما ياء المتكلم ، والثانى جملة «كان» ومعموليها ، على ما ذكرناه فى إعراب البيت.
واعلم أن الأكثر فى «زعم» أن تتعدى إلى معموليها بواسطة «أن» المؤكدة ، سواء أكانت مخففة من الثقيلة نحو قوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) وقوله سبحانه : (بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) أم كانت مشددة كما فى قول عبيد الله بن عتبة :
فذق هجرها ؛ قد كنت تزعم أنّه |
|
رشاد ، ألا يا ربّما كذب الزّعم |
وكما فى قول كثير عزة :
وقد زعمت أنّى تغيّرت بعدها |
|
ومن ذا الّذى يا عزّ لا يتغيّر؟ |
وهذا الاستعمال ـ مع كثرته ـ ليس لازما ، بل قد تتعدى «زعم» إلى المفعولين بغير توسط «أن» بينهما ؛ فمن ذلك بيت الشاهد الذى نحن بصدده ، ومنه قول أبى أمية الحنفى ، واسمه أوس :
زعمتنى شيخا ، ولست بشيخ |
|
إنّما الشّيخ من يدبّ دبيبا |