وقد يشعر تخصيصه «أوشك» بالذكر أنه لم يستعمل اسم الفاعل من «كاد» ، وليس كذلك ، بل قد ورد استعماله فى الشعر ، كقوله :
(٩٤) ـ
أموت أسى يوم الرّجام ، وإنّنى |
|
يقينا لرهن بالّذى أنا كائد |
وقد ذكر المصنف هذا فى غير هذا الكتاب.
__________________
وتوحش فى الأرض بعد الكلام |
|
ولا تبصر العين فيه كلابا |
اللغة : «خلاف الأنيس» أى بعد المؤانس «وحوشا» قفرا خاليا ، وقد ضبطه بعض العلماء بضم الواو على أنه جمع وحش ، والوحش : صفة مشبهة ، تقول : أرض وحش ، تريد خالية ، وضبطه آخرون بفتح الواو على أنه صفة كصبور «يبابا» قال ابن منظور فى اللسان : «اليباب عند العرب : الذى ليس فيه أحد ، قال عمر بن أبى ربيعة :
ما على الرّسم بالبليّين لو |
|
بيّن رجع الجواب أو لو أجابا؟ |
فإلى قصر ذى العشيرة فالصا |
|
لف أمسى من الأنيس يبابا |
معناه خاليا لا أحد به» اه.
الإعراب : «فموشكة» خبر مقدم ـ وهو اسم فاعل من أوشك ، ويحتاج إلى اسم وخبر ، واسمه ضمير مستتر فيه ـ «أرضنا» أرض : مبتدأ مؤخر ، وأرض مضاف والضمير مضاف إليه «أن» مصدرية «تعود» فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى أرض «خلاف» منصوب على الظرفية ، وناصبه «تعود» وخلاف مضاف ، و «الأنيس» مضاف إليه «وحوشا» حال من الضمير المستتر فى تعود ، وقوله «يبابا» حال ثانية ، وقيل : تأكيد لأنه بمعناه ، وقيل : معطوف عليه بحرف عطف مقدر ، وأن وما دخلت عليه فى تأويل مصدر خبر موشك.
الشاهد فيه : قوله «فموشكة» حيث استعمل اسم الفاعل من أوشك ، ومثله قول كثير بن عبد الرحمن الشهير بكثير عزة :
فإنّك موشك ألّا تراها |
|
وتعدو دون غاضرة العودى |
٩٤ ـ هذا البيت لكثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عزة ، وهو من قصيدة له