ورأيت هذه الأبيات لأبى نفيلة وكان من المعمّرين
* * *
وأنشد بعده ـ وهو الشاهد الثامن والخمسون بعد المائة ـ : [من الطويل]
١٥٨ ـ إذا قام قوم يأسلون مليكهم |
|
عطاء فدهماء الّذى أنا سائله |
على أنه قدم فيه الهمزة التى هى عين الفعل على السين التى هى فاء الفعل ؛ للاستكراه من تخفيفها بالحذف لو أبقيت على حالها
و «الذى» مبتدأ ، وجملة «أنا سائله» من المبتدأ والخبر صلة الموصول ، ودهماء ـ وهى اسم امرأة ـ خبر الذى ، والجملة جواب إذا ، و «دهماء» يحتمل أن يكون اسم امرأة ، ويحتمل أن يكون اسم فرس (١)
* * *
وأنشد بعده ـ وهو الشاهد التاسع والخمسون بعد المائة ـ : [من الوافر]
١٥٩ ـ أرى عينى ما لم ترأياه |
|
كلانا عالم بالتّرّهات |
على أنه جاء لضرورة الشعر إثبات الهمزة فى «ترأياه» والقياس نقل حركتها إلى الراء وحذفها ؛ قال ابن جنى فى سر الصناعة : «وقد رواه أبو الحسن «ما لم ترياه» على التخفيف الشائع عنهم فى هذا الحرف» انتهى
وقال فى المحتسب من سورة البقرة : «قرأ أبو عبد الرحمن السلمى (ا لم ترأ إلى الملإ) ساكنة الراء ، وهذا لعمرى أصل هذا الحرف ، رأى يرأى كرعى يرعى ، إلا أن أكثر لغات العرب فيه تخفيف همزته بحذفها وإلقاء حركتها على الراء قبلها ، وصار حرف المضارعة كأنه بدل من الهمزة ، وكذلك أفعل منه كقوله تعالى (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ») أصله أرأك الله ، وحكاها صاحب الكتاب عن أبى الخطاب ، ثم إنه قد جاء مع هذا تحقيق هذه الهمزة وإخراجها على أصلها كقوله :
__________________
(١) قد اضطرب كلام المؤلف هنا ، فتأمله.