*إنّ الحديث جانب من القرى*
على أن السيرافى استدلّ على كون الألف لام الكلمة فى الأحوال أنها جاءت رويّا فى النصب ، فألف «سرى» لام الكلمة ، لا أنها بدل من نون التنوين للوقف ، إذ لا يجوز أن تكون رويا مع الألف الأصلية كألف «اشتهى» و «القرى»
وبما حقق الشارح المحقق من مذهب سيبويه يردّ على ابن هشام اللخمى فى شرح المقصورة الدريدية عند قوله [من الرجز]
فاستنزل الزّبّاء قسرا وهى من |
|
عقاب لوح الجوّ أعلى منتمى (١) |
قال فى شرحه : قوله «منتمى» قد غلط فيه ؛ لأن العرب لا تقف بالتنوين ، ومنتمى هنا منصوب على التمييز ، والوقف فيه عند سيبويه على الألف المبدلة من التنوين ، هذا كلامه.
وقال أبو حيان فى الارتشاف : «والمقصور المنون يوقف عليه بالألف ، وفيه مذاهب : أحدها أن الألف بدل من التنوين ، واستصحب حذف الألف المنقلبة. وصلا ووقفا ، وهو مذهب أبى الحسن والفراء والمازنى وأبى على فى التذكرة ، والثانى أنها الألف المنقلبة ، لما حذف التنوين عادت مطلقا ، وهو مروى عن أبى عمرو والكسائى والكوفيين وسيبويه والخليل فيما قال أبو جعفر الباذش ؛ والثالث اعتباره بالصحيح ، فالألف فى النصب بدل من التنوين ، وفى الرفع والجر هى بدل من لام الفعل ، وذهب إليه أبو على فى أحد قوليه ، ونسبه أكثر الناس إلى سيبويه ومعظم النحويين ، انتهى.
وهذا من رجز أورده أبو تمام فى باب الأضياف والمديح من الحماسة ، قال : وقال الشماخ فى عبد الله بن جعفر بن أبى طالب أخى أسد الله على كرم الله وجههما.
__________________
(١) لوح الجو ـ بضم اللام ـ أعلاه