الناقة التى تؤثر فى الأرض من شدة الوطء ، والجسرة ـ بفتح الجيم ـ الناقة القوية ، ومثلها العذافرة ، والفنيق ـ بفتح الفاء وكسر النون ـ الفحل العظيم الخلق ، والقطم ـ بفتح القاف وكسر الطاء ـ وصف من قطم الفحل بالكسر : أى هاج للضّراب ، وهو فى هذه الحالة أقوى ما يكون ، وقوله «إلى المرء» أراد المرء المستغرق لخصائص أفراد الرجال ، وقيس : بدل منه أو عطف بيان ، والسرى : السير ، وهذه طريقة المتقدمين فى التخلص إلى المديح ، وهو أنهم يصفون الفيافى وقطعها بسير الإبل وذكر ما يقاسون من الشدائد فى الوصول إلى الممدوح ليوجبوا عليه ذمّة ويجزل لهم الصلة والإكرام ، و «آخذ» معطوف على أطيل ، والحى : القبيلة ، والعصم : مفعول آخذ ، قال ابن جنى : هو بضمتين جمع عصام ، وعصام القربة : وكاؤها وعروتها أيضا ، يعنى عهدا يبلغ به ، وقال ابن هشام صاحب السيرة النبوية : هو بكسر ففتح جمع عصمة ، وهى الحبل والسبب ، وإنما كان يأخذ من كل قبيلة إلى أخرى عهدا لأن له فى كل قبيلة أعداء ممن هجاهم أو ممن يكره ممدوحه فيخشى القتل أو غيره فيأخذ عهدا ليصل بالسلامة إلى ممدوحه.
وقد تكلمنا عليه بأبسط من هذا فى شرح الشاهد الرابع والعشرين بعد الثلاثمائة من شرح شواهد شرح الكافية.
* * *
وأنشد هنا قول الشاطبى رحمهالله ، وبه توفّى المائة.
١٠٠ ـ وفى هاء تأنيث وميم الجميع قل |
|
وعارض شكل لم يكونا ليدخلا |
وفى الهاء للإضمار قوم أبوهما |
|
ومن قبله ضمّ أو الكسر مثّلا |
أو امّاهما واو وياء ، وبعضهم |
|
يرى لهما فى كلّ حال محلّلا |
على أن ابن الحاجب ظن أن الشاطبى أراد بقوله «وبعضهم يرى لهما فى كل حال