قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح شافية ابن الحاجب [ ج ٣ ]

شرح شافية ابن الحاجب [ ج ٣ ]

140/335
*

لتخفيفهما بالإدغام بأدنى مناسبة بينهما ، وهى كونهما من حروف المد واللين ، وجرّأهم على التخفيف الإدغامى فيهما كون أولهما ساكنا ، فان شرط الإدغام سكون الأول ؛ فقلبت الواو إلى الياء ، سواء تقدمت الواو أو تأخرت ، وإن كان القياس فى إدغام المتقاربين قلب الأول إلى الثانى ، وإنما فعل ذلك ليحصل التخفيف المقصود ؛ لأن الواو والياء ليستا بأثقل من الواو المضعفة ، وإنما لم يدغم فى سوير وتبويع ، قال الخليل : لأن الواو ليست بلازمة ، بل حكمها حكم الألف التى هى بدل منها ؛ لأن الأصل ساير وتبايع ، فكما أن الألف التى هى أصل هذه الواو لا تدغم فى شىء ، فكذلك الواو التى هى بدل منها ، ولذلك لم يدغم نحو قوول وتقوول ، وأيضا لو أدغم نحو سوير وتسوير وقوول وتقوول لالتبس بفعّل وتفعّل ، وليس ترك الإدغام فيه لمجرد المد ؛ إذ المد إنما يمنع من الإدغام إذا كان فى آخر كلمة ، نحو قوله تعالى (قالُوا وَأَقْبَلُوا) و (فِي يَوْمٍ) أما فى الكلمة الواحدة فلا ، نحو مغزوّ ومرمىّ ، وذلك لأن الكلمتين بعرض الزوال ، فاجتمع مع خوف زوال المد عدم الاتصال التام ، ولا تدغم أيضا فى نحو ديوان واجليواذ ؛ لأن القلب عارض على غير القياس ، وبزول ذلك فى جمع ديوان وتصغيره نحو دواوين ودويوين ، وتقول فى اجليواذ : اجلواذ [على الأكثر] ولو كان ديوان فيعالا لوجب قلب الواو ياء وإدغام الياء فيها كما فى أيام ، لكنه فعّال ، قلبت الواو ياء على غير القياس كما قلب فى قيراط ، وجمعه قراريط ، وكذا لا تدغم إذا خففت فى نحو رؤيا ورؤية بقلب الهمزة واوا ، بل تقول : رويا وروية ، وبعض العرب يقلب ويدغم فيقول : ريّا وريّة ، ولا يجوز ذلك فى سوير وبويع على حال ؛ لحصول الالتباس بباب فعّل ، بخلاف نحو ريّا وريّة ، ويقيس عليه بعض النحاة فيقول فى تخفيف قوى : قىّ ، وإذا خففت نحو رؤية ونؤى وأدغمت جاز الضم والكسر ، كما فى لىّ جمع ألوى ، كما ذكرنا ، وكذا إذا بنيت مثل فعل