المتفقتين قلبها حرف مد صريحا : أى ألفا إن انفتحت الأولى ، وواوا إن انضمت ، وياء إن انكسرت ، وهذا معنى قوله «وجاء فى المتفقتين حذف إحداهما ، وقلب الثانية كالساكنة» ومن خففهما معا ـ وهم أهل الحجاز ـ جمع بين وجهى التخفيف المذكورين الآن.
وأما إن كانت الأولى ساكنة نحو اقرأ آية ، وأقرىء أباك السلام ، ولم يردؤ أبوك ؛ ففيه أيضا أربعة مذاهب : أهل الحجاز يخففونهما معا ، وغيرهم يحققون : إمّا الأولى وحدها ، أو الثانية وحدها ، وجماعة يحققونهما معا ـ كما ذكرنا فى المتحركتين ـ وهم الكوفيون ، وحكى أبو زيد عن العرب مذهبا خامسا ، وهو إدغام الأولى فى الثانية كما فى سائر الحروف ، فمن خفف الأولى وحدها قلبها ألفا إن انفتح ما قبلها ، وواوا إن انضم ، وياء إن انكسر ، ومن خفف الثانية فقط نقل حركتها إلى الأولى الساكنة وحذفها ، وأهل الحجاز المخففون لهما معا قلبوا الأولى ألفا أو ياء أو واوا ، وسهلوا الثانية بين بين إذا وليت الألف ؛ لامتناع النقل إلى الألف ، وحذفوها بعد نقل الحركة إلى ما قبلها إذا وليت الواو والياء ؛ لإمكان ذلك ؛ فيقولون : اقرا آية ؛ بالألف فى الأولى والتسهيل فى الثانية ، وأقري اباك ؛ بالياء المفتوحة بفتحة الهمزة المحذوفة ، ولم يردو أبوك ، بالواو المفتوحة ، وعليه قس نحو لم تردو امّك ، ولم تردو ابلك ، وغير ذلك ، وكذا إذا كانت الثانية وحدها ساكنة ، نحو من شاء ائتمن ، فلا بد من تحريك أولاهما فيصير من هذا القسم الأخير.
قال : «الإعلال : تغيير حرف العلّة للتّخفيف ، ويجمعه القلب ، والحذف ، والإسكان. وحروفه الألف ، والواو ، والياء. ولا تكون الألف أصلا فى المتمكّن ولا فى فعل ، ولكن عن واو أو ياء»
أقول : اعلم أن لفظ الإعلال فى اصطلاحهم مختص بتغيير حرف العلة : أى